Articles

أليس المستعربون بمواطنين؟!

بقلم / مور لوم

يمر المستعربون في السنغال بظروف قاهرة وحالات صعبة في سبيل الحصول على حقوقهم ، وتوفير أدنى متطلبات الدفاع عن قضاياهم .

وعلى ما يبدو، فإن السلطات السنغالية آثرت غض الطرف عن محنتهم ومطالبهم ، على الرغم من الجهود الحثيثة التي يبذلونها للتفاعل والتواصل مع السلطات المعنية بغية لفت نظرها وجلب انتباهها إلى الاعتراف بهم واتخاذ الإجراءات اللازمة ليحسوا بأنهم مواطنون سنغاليون .

يلعب المستعربون في السنغال دورًا أساسيًا ومحورياً في المجتمع لأن عملهم لا يقتصر على التدريس والتحفيظ فحسب، بل هم من يتولون تربية النشء وتوعية الناس، لا يرجون من خلال هذه المهام جزاءً ولا شكوراً. والأهم من ذلك أنهم يقومون بغرس الأخلاق الحميدة والنبيلة في نفوس النشء، والحيلولة دون انحرافهم عن الصراط السوي المستقيم.

في واقع الأمر، فإن تجاهل أوضاع المستعربين إنما يندرج في إطار تصور سائد بأنهم أدنى من نظرائهم المتعلمين باللغة الفرنسية، وبالتالي يواجهون التهميش على أيدي السلطات، فيجب على المستعربين أن يدخلوا مرحلة جديدة لكي يلتقوا ويدرسوا مشاكلهم ويحددوا مسارا جديدا كي يكونوا صفا في الدخول بها للاعتراف بهم.

وثمة تصور خاطئ بأن المستعربين أو المثقفين بالثقافة العربية لا يستطيعون القيام بوظائف أخرى في الدولة إلا تدريس اللغة العربية والإسلامية، وهذا ببساطة محض هراء. نعم، يدرسون اللغة العربية في المدارس الحكومية والخاصة، ولكن لهم قدرة وكفاءة ومؤهلات علمية تمكنهم من القيام بوظائف أخرى في مؤسسات الدولة، ليست مشكلتنا مشكلة مناصب فحسب، إنما مشكلة اعتراف وتقدير موقف،
يُفترض أن تعامل الحكومة المستعربين على قدم المساواة مع نظرائهم حملة الشهادات الفرنسية على الأقل لأنهم مواطنون، ملتزمون بواجباتهم ومسؤولياتهم الوطنية تجاه الدولة، وقد بلغ السيل الزبى!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى