actualite

لقد أعذر من أنذر!

د. سام بوسو عبد الرحمن

أنا من المهتمين بالشبكة
الاجتماعية “فيس بوك “منذ بضع سنوات باعتبارها وسيلة للتواصل والتلاقح الفكري والتعارف والله تعالى يقول: ” يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”
ومما جذب انتباهي في الايام الاخيرة بشكل مروع انتشار بعض الكلمات والألفاظ التي لم نتعود عليها من قبل في اطار المناقشات الفكرية التي يفترض ان تجري على أرضية من الاحترام المتبادل.
الى جانب كل انواع السب والشتم والقذف نجد في الملتقيات ألفاظا كثيرة تنم عن مشاعر الكراهية والعداء والبغض ونية الشر كالقنابل والصواريخ والراجمات والمدافع والقنابل والتفجير والقمع والدحر والكر والفر وغيرها من الألفاظ المليئة بدلالات العنف. ومما يؤسفني اكثر ان اغلب المتنابذين بهذه الالفاظ معارف او زملاء في الدراسة ان لم يكونوا أقارب.
فنحن نسمع كثيرا من بعض المشايخ العقلاء ان العنف لا يمثل جزءا من استراتجياتهم الا انه يمكن لمثل هذه المشاعر التي تتبلور وتتجلى من خلال استعمال لغة الحرب في المناقشات ان تقحم العنف الى مشاريعهم على حين غرة، ان لم يوجد لها علاج شاف.
ولا اعتقد ان العنف يكون قادرا في يوم من الايام على حسم اي خلاف او إيصال اى دعوة او حماية اى عقيدة، كما اشك في ان الاسلام هو المستفيد في نهاية المطاف من هذا التوجه الخطير من بعض أبنائه.
وحرصا علي مصلحة الاسلام ومصلحة الشباب الذين يمثلون ثروة للدين وللوطن أرجو ان يراجع الجميع مواقفهم وأساليبهم مع الاستمرار في النقاش الهادئ البناء ( وان كان صعبا لاحتياجه الى نضج فكري) لانه هو السبيل الوحيد لمعرفة مواطن الاتفاق والاختلاف وللتفاهم وأحث الشباب علي الاهتمام بتاريخ الأفكار التي يدافعون عنها وخلفياتها السياسية والاجتماعية وبيئتها الثقافية. وادعو الجميع الى ضبط النفس قبل ان يبلغ السيل الزبى ويتسع الخرق علي المرتق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى