actualite

واجب المسلمين تجاه خذلان الحكام

د.محمد موسى كمارا

ما يقاسيه المسلمون في أيَّامنا الحاضرة؛ من ضعفٍ ظاهرٍ ينفد معه صبرُ الحليم، لا يعالجُه قلمٌ يتعالى صريرُه فوق الورق بالتّنديد والتّهديد وإعلان البراءة، ولا صوتٌ رفيعٌ يأتي من حنجرة الرَّجل، وهو لا يملك من مقاليد الأمور غير الكلمة المجلجلة الصّاخبة على الأعواد؛ فهذا وجه من وجوه الجهاد ضدّ الباطل، ولكنَّ ثمّة ما هو أكبر منه اليوم، وأنفع منه غدًا؛ فقد وجب على كلّ شابٍّ مسلمٍ يتردّد فيه تيَّار الإحساس بهذه الأمّة الإسلاميَّة المستوحلة في الضّعف والعجز، أن يجرّد نفسه لواجبه في الحياة، ويرمي بكلّ قواه إلى تحقيق إحراز هذا الواجب غير متهاون ولا متخاذل، ويبذل كلّ ما تدّخره أعصابه في سبيل العمل الذي تلين أمامه الصّعاب، وتُزال به الحواجر، ويستقيم به ما أخذه الأوَدُ من شؤون حياته وحياة أمّته بلا تمييز ولا استثناء.
الحكَّام الذين يقحموننا اليوم في هذه الشُّرور المرهوبة، بإلقائهم مقادة الطّاعة إلى الأعداء المناوئين، ونحن ننظر إليهم بعين الغضب للحقّ، مع شعور العجز عن أدائه، إن هم إلّا جيلٌ مصيره إلى الانقراض مهما امتدَّ به العمر، وإذا أردنا أن نغيّر ما يحيق بنا من مغبّة إساءتهم في التّدبير والقيادة، فلا سبيل إلى ذلك غير أن نكون صادقين في معركة الوعي، فنتحرّر من الكسل والفتور والخمول، ونترفّع على دنيَّات الأشياء وسفاسف الأمور، ونربأ بأنفسنا أن نحيا مع الهمل، ونعلم علمًا جازمًا لا ريب فيه، أنّنا أمَّةٌ سوف تختار مكانتها بين الأمم حرّةً أبيّةً بقوّة العلم، وبقوّة العمل، وبقوّة حراسة هذا الشّباب المتوّهج من التّهالك على ما لا يعود على الأجيال القادمة إلّا بالشّرّ والضّرر.
من عرف واجبه في الحياة منذ اليوم، وسعى له سعيه فقد رحم هذه الأمّة، ومن ظلَّ بعدُ عبدًا لشهواته المفسدة، وأسيرًا في مخالب التّواكل وانتظار الفرج على عتبة الصُّراخ بلا عمل، فقد أهلك نفسه، وأوشك أن يهلك معه الأمَّة.

كاتب وباحث من غينيا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى