actualite

لغة الضاد تفقد فحلا من فحولها برحيل الأستاذ الفقيه والأديب الأريب الشيخ عبد الله باه

أ.فاضل غي

نزل علي هذا الصباح خبر انتقال الصديق العزيز والأديب الأريب الداعية الفقيه والكاتب المبدع الشيخ عبد الله باه كالصاعقة.
هذا الرجل الذي توفي هذا الصباح في فرنسا ، وكان الأستاذ عبد الله من أقرب الأصدقاء إلى قلبي وألصقهم بي ، ربطتني بأستاذي وصديقي عبد الله صداقة متينة صادقة منذ سنة 1978 وعشنا سنوات هذه الصداقة الحافلة بالثقة المتبادلة والصدق والأنس والوفاء ، وزينتها وأثرتها سعة ثقافته وحسن إدراكه وطول باعه قي اللغة العربية وروعة إتقانه للغة الضاد وعلومها.
كان الأستاذ عبد الله شخصية فذة كريم الصفات صادقًا في أقواله جادا في أفعاله ، وطّن نفسه منذ يفاعة عمره على العلم ،وعلى العلم فقط ..حفظ القرآن الكريم مبكرا وتعلم مبادئ العربية والفقه في منطقة “باكل ” قبل أن يشد الرحال إلى جمهورية مصر العربية واستقر في القاهرة دارسا حريصا على الدراسة ،متثقفا مولعا بالتثقف ، وسرعان ما حصل على الشهادات العالية .عاد إلى أرض الوطن في منتصف السبعينات وأصبح ناشرا للدعوة الإسلامية واللغة العربية ،خاصة عند أبناء قبيلته العريقة ” سوننكي ” وأذكر أنه بدأ الوعظ والإرشاد في الإذاعة الوطنية بلهجة سوننكي ، قبل أن يشرف على تأسيس جمعية إسلامية رفيعةالمستوى ، انتشرت مدارسها العربية في مناطق باكيل ، وفوتا وتامبا كوندا وغيرها .
كان عبد الله يملك زمام اللغة العربية إذا تحدث بها أجاد فأطرب السامعين ،وإذا كتب أبدع وأقنع ، وكنت أناديه ب ” أمير البيان حينا ، وبجاحظ العصر ” أحيانا لثراء ثقافته وكثرة إنتاجه في مجال الأدب والنقد .وبرحيله فقدت لغة الضاد فحلا من فحولها .
صدقني يا صديقي الغالي عبد الله الكلمات التي أنعاك بها تخرج من قلبي وأكتبها بكل تلقائية وهي قليلة أنتزعها من ذاكرة الأيام التي عشتها معك منذ حوالي أربعين سنة ، ولا شك يا فقيدنا العزيز في أن مقالات التأبين والشهادات ستكثر لأنك زرعت في نفوسنا الحب والإنسانية والوفاء ..
رحمك الله يا أبا زيد ، وألهم أهلك وبناتك وأصدقاءك ومحبيك الصبر والسلوان
فإنا لله وإنا إليه راجعون

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى