actualite

عيد الفطر ومنغّصات سعادة المؤمنين

أد. سعد السحمراني

أتقدّم بالتهنئة من الجميع بمناسبة عيد الفطر السعيد، سائلاً اللّه تعالى قبول الطاعات، وأن يمنّ على الأمّة بالنصر على أعدائها الصهيوأمريكان، وشركائهم، وأتباعهم، وأدواتهم.

ويأتي العيد هذا العام تشوبه منغّصات كثيرات تمنع من تحقيق السعادة منها:
(١)- ما عاشه أهلنا في القدس وفلسطين، ولا يزالون من عدوان، واحتلال، وجرائم عنصريّة، يقوم بها الاستعمار الصهيوني الاستيطاني الإحلالي، هذا العدوان الذي يشكّل أكبر جريمة في العصر.
وهذا الاغتصاب لفلسطين مع أعمال التهويد فيها للمقدّسات، والتاريخ، والجغرافية، كان بمؤامرة أوروبيّة قادتها فرنسة وبريطانية، وتتواصل المؤامرة بشراكة من الولايات المتّحدة الأمريكيّة… وهنا يأتي السؤال: أما آن لأدوات الأوروصهيونيّة والصهيوأمريكية أن ينتصروا لدينهم، ومقدّساتهم، وكرامتهم، وأن يوقفوا تبعيّتهم لهذا الغرب العدواني، وتطبيعهم الخياني للدين والوطن؟!.

(٢)- تستمرّ فتن متنقّلة صنعها وينفّذ جريمتها متعصّبون تحوّل تعصّبهم عنصريّة، وعنصريّتهم باتت أطروحة تكفيريّة، وفكراً إلغائيّاً، وكان من ذلك الإرهاب، وما تبعه من جرائم، فكيف تكون سعادة المؤمن مع هذا السلوك التخريبي التدميري الذي يخدم الأعداء من الصهيوأمريكان والصهيوأوروبيّين الغربيّين؟!.

(٣)- المنغّص الثالث هو الواقع الاقتصادي المأزوم، الذي خلّف حالات من الفقر، والجوع، والمرض، وفقدان أبسط مقوّمات الحياة الكريمة، وما كان ذلك سوى بسبب سيادة نظام اقتصادي رأسمالي متوحّش قادته الدولرة الصهيوأمريكيّة، ولا نجاة إلّا بتحرير الاقتصادات الوطنيّة عالمياً من الدولرة والأمركة، والتخطيط لاقتصاد لا مكان فيه لفلسفة الاستهلاك والتبذير والرأسماليّة.

(٤)- أمّا المنغّص الناتج عن وافدٍ ثقافيٍّ مسمومٍ، فهو منظومات قِيميّة غزت المجتمعات وتنشر فكر الشخصانيّة وتقديس الأنا على حساب الآخر، وتشجّع باسم الحريّة الزائفة على تفكيك الاجتماع الأُسري، والعائلي، والقبلي، والوطني، وتشجّع على الفرديّة، ومع هذا تنشر مغريات الرذائل والمفاسد، وعلى المؤمنين كافّة الانتصار لمنظومات قِيميّة مرجعيّتها الدين الحقّ، تعمل لتحقيق كرامة الإنسان، وتسليحه بالفضائل ومحاسن الخُلُق، وهذا المطلب يتحقّق من خلال الاستثمار في التربية، فالتربية والتنشئة هما السبيل لبناء الإنسان صانع النهوض الحضاري، ومحور التنمية وأساسها، فالرأسمال البشري هو الثروة. فهلمّوا لإنقاذ هذه الثروة.

(٥)- المنغّص المضاف غفلةُ بعضهم أو تغافله عن سمة المؤمن التي جاءت في قول تعالى: ~ ( والذين لا يشهدون الزور) ~ “سورة الفرقان، الآية ٧٢”، وما أكثر المتزلّفين شهود الزور ومع ذلك يصرّحون بالإيمان والتديّن.
ومن شهادة الزور التصويت في الانتخابات النيابيّة، أو الرئاسيّة، أو النقابيّة، أو سواها، للمتصهينين، والمطبّعين، والمتأمركين، ومن هم أدوات الاستعمار والصهيونيّة.
صوتك الانتخابي أمانة، وتصويتك شهادة فلا تشهد الزور وتخالف مشيئة اللّه تعالى الذي نهى عن شهادة الزور.

أمّا الموقف: فإنّ هذه المنغصّات لن تتمكّن من النيل من التصميم على النضال في مسار المقاومة، مقاومة الاحتلال الصهيوأطلسي في فلسطين والعراق وكلّ أرض محتلّة، ومقاومة الأحلاف والقواعد العسكريّة والاقتصاديّة والإعلاميّة وسواها.

لا إحباط ولا يأس مع الإيمان.
فرافعة التحرير وصناعة النصر قوافل السائرين على درب الفدائيّة والاستشهاد.
ندعو اللّه تعالى التأييد بجنود لا يعلمها إلّا هو سبحانه، لنعايد بعضنا في العام المقبل في القدس محرّرة مع كلّ فلسطين، ونكون قد طهّرنا المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة من دنس الصهيوغربيّين، وحرّرنا التراب الوطني من قطعان الصهاينة العنصريّين المتوحّشين.

مساء الأحد ٣٠ رمضان ١٤٤٣ للهجرة، الموافق فيه ١٧-٤-٢٠٢٢ للميلاد.

مسؤول الشؤون الدينيّة في المؤتمر الشعبي اللبناني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى