actualite

بيان كوادر المريدية حول تصريحات أحمد خليفة انياس المسيئة لصحيح الإمام البخاري

صدق المثل: “من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب!!!”
لاحظت الكوادر المريدية كما لا حظت غيرها من الجمعيات أن المدعو (أحمد خليفة انياس- هداه الله-) صار من عادته الطعن في الرموز والمقدسات الإسلامية مما لا يستند على برهان ولا يقوم على دليل، عبر وسائل الإعلام، ومن آخر طعونه الطعن في صحيح البخاري.
وقد علم تاريخيا أن صحيح البخاري تعرض لهجومات عديدة في مختلف العصور وتفاوت الدهور، وشاركت في الهجوم أعداء الأمة من خارجها وبعض أبنائها من داخلها، وما زالت محاولات عمياء يستميت أصحابها لإقصاء السنة النبوية، بعضهم يصرح بالاقتصار على القرآن دونها، وفيهم يصدق هذا الحديث: “ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه” رواه أبو داود.
وفي هذا التحذير أعظم رد لما يزعمه من يسمون بالقرآنيين وأشباههم، فقد بين رسول الله ﷺ ما أجمل في كتاب الله – عز وجل- كبيانه للصلوات الخمس في مواقيتها وركوعها وسجودها، وبيانه لأنصبة الزكاة ووقتها، وكذلك صفة الحج.
ومنهم من يسعى لذلك من خلال الطعن في أصح كتب السنة ألا وهو صحيح البخاري، يطعنون في كتاب تلقّته الأمة بالقبول حتى اليوم، واعتبرته أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى، قال النووي: “اتفق العلماء على أن أصح الكتب بعد القرآن الصحيحان: صحيح البخاري وصحيح مسلم، وتلقتهما الأمة بالقبول.”
وأجمع العلماء على صحة صحيح البخاري، قال أبو جعفر محمود بن عمرو العقيلي: لما ألف البخاري كتاب الصحيح عرضه على أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلى بن المديني وغيرهم ﭫ، فاستحسنوه، وشهدوا له بالصحة؛ إلا في أربعة أحاديث، قال العقيلي والقول فيها قول البخاري وهي صحيحة…” انتهى من “هدي الساري مقدمة فتح الباري”
جمهور متون الصحيحين متفق عليها بين أئمة الحديث، تلقوها بالقبول، وأجمعوا عليها، وهم يعلمون علما قطعيا أن النبي ﷺ قالها.” انتهى من “مجموع الفتاوى” (1/ 257)
ومن المعلوم عند أهل العلم الثقات أن البخاري ومسلم قد اشترطا أعلى درجات الصحة، ومن هنا فقد جعل هؤلاء العلماء أعلى درجات الصحيح ما اتفق عليه البخاري ومسلم، ثم ما انفرد به البخاري…
وقد انتقد بعض العلماء قديما على البخاري كالإمام الدارقطني في كتاب “الإلزامات والتتبع”، ثم تصدى للرد عليه عدد من علماء الحديث كالحافظ ابن حجر والإمام النووي، وبينوا أن الحق في أغلبها مع الإمام البخاري. ولكن هناك فرق كبير وبون شاسع بين انتقاد أهل العلم والتخصص، وبين الطاعنين الذين ليس لهم باع طويل في الحديث، فنقد الفئة الأولى لا يقلل أبدا من مكانة صحيح البخاري في الأمة، لأن العصمة لكتاب الله العزيز فقط، أما الفئة الأخرى فيقومون بالطعن على البخاري دون سابق إلمام بالفلك الذي يدور عليه البخاري.
وإنا لنسأل هؤلاء الطاعنين في صحيح البخاري: هل ذلك الكتاب الذي عاش في الأمة قرونًا مجرد كتاب يحمل آراء صاحبه؟ أليس الكتاب هو سنة النبي ﷺ التي جمع البخاري قسطًا كبيرًا منها؟ إن الطعن في البخاري بمثابة الطعن في السنة النبوية، فإذا كان هذا الكتاب الذي هو أصح كتب السنة وجمع فيه البخاري الأحاديث وفق ضوابط شديدة الدقّة والإلزام، وفيها العديد من الأحاديث التي ثبتت بالتواتر، إذا كان هذا الكتاب يُطعن فيه، فمن أين نستقي سنة النبي ﷺ؟
والسؤال لماذا هذا الهجوم الشرش على البخاري بالتحديد دون غيره من المحدثين؟
الإجابة معروفة، وهي أن صحيح البخاري هو أصح كتاب عند الأمة بعد كتاب الله تعالى، وأجمعت على قبوله، وأوثق ما دونت فيه السنة النبوية، فإن ساغ الطعن فيه، فإن الطعن في صحة الأحاديث النبوية أجمعها في الكتب الأخرى سهل يسير، ليصلوا في النهاية إلى هدفهم البغيض، وهو هدم السنة النبوية ليتسنى لهم نسف العمل بمقتضاها.
الطعن في صحيح البخاري لا يمكن تناوله إلا في فلك مخطط وهو تفريغ الدين من محتواه، فالسنة شارحة للقرآن ومفسرة له ومكملة له باعتبارها وحيًا من الله، وهو ما يفهم من قول الله تعالى ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾، فالبيان من النبي ﷺ، وعُلم من الآية أن الذي يحدد المراد من الآيات هو النبي ﷺ بعلمه بمعناها، فإذا كان هؤلاء ينسفون صحيح البخاري الذي جمع فيه أصح الأحاديث وأقواها سندا، فإنهم بالتالي يلغون تبيان النبي ﷺ لمراد القرآن، ومن ثم يبطلون العمل بهذه الآية.
واعتمادا على ما سبق، فإن كوادر المريدية تندد بشدة وتنكر تلك التصريحات الصادرة من أحمد خليفة انياس، المسيئة لصحيح البخاري بل المسيئة لثاني مصدر تشريعي للمسلمين، كما ترجو الكوادر من جميع الطوائف والجماعات بمختلف توجهاتهم الصوفية والسلفية أن يقفوا وقفة رجل واحد تجاه الطاعنين والمتطاولين على مصادر التشريع الإسلامي.

بتوقيع مجموعة كوادر المريدية

حرر في طوبى يوم الأربعاء 4 رمضان1443هـ الموافق ل10 أبريل 2022م
lescadresmouride@gmail.co،m

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى