قراءة في الانتخابات التشريعيّة القادمة
جبريل السماوي
مستقبل السياسة السنغاليّة في مُفترق الطُّرق ، ومن يشاهد مجريات الأحداث، ويُمسك بتفاصيل الأشياء، سيستطيع تنبّؤ بعض السيناريوهات القادمة
اطلاقا : لا يجب أن يفوز تحالف (BBY ) بالأغلبيّة داخل البرلمان. في حالة فوز (السيّد صال) سيفسّر الأمر بِرغبة الشارع السنغالي في بقائه على كرسي الرئاسة ، ومن هُنا سيُجيب على السؤال المحوري الذي طالما جال في عقل كلّ انسان سنغالي، وهو هل سيطلب الولاية الثالثة؟ وأخاف أن يُفاجئ الجميع ويجيب ب (نعم ) عندئذ سننتقل من معركة سياسيّة إلى مواجهات ، للحفاظ على الديمقراطيّة، ومثل هذه المعارك تتطلّب دفع فاتورات غالية لحسمها، وأرواح أبناء الشعب هي التي تدفع الثمن والحساب …وعندما يخسر سيعرف بأنّ نجمه أفلَ، وأنّ الحظّ عبث بجميع أحلامه، وأنّ الشعب يريد تجربة أخرى، ومن هُنا سيبدأ بترتيب أوراقه وأدواته للبحث عن الباب الأكثر أمْنًا للخروج من القصر ..
تحالف تحرير الشعب (YAW) يجب أن يُجبروا جماهيرهم التي تكنّ لهم كلّ الحبّ والاخلاص، بترجمة هذا الحشد الرهيب (الذي يصفّق لهم أينما حلّوا ونزلوا ) على صناديق الاقتراع، لأجل جعل عيون الحزب الحاكم فاقعًة، كيْ لا يرغب في خوض أيّ رهان آخر ..إن فازوا وصار ناصية البرلمان على أيديهم، سيصبح الزّعيم سونكو ملكًا بدون عرش ولا تاج ولا حاشية، ومن هنا سيستطيع الخدش بكبرياء صال ويشعره بالوهن، فقط ينتظر الانتخابات الرئاسيّة ليأخذ عرشه، وإذا لم يفوزوا بالأغلبية، سيشرع السيّد صال في إجراءات دفنِ أحلامهم، وممارسة تصفية حسابات سياسية مع الكثير منهم، لاغتنام أول فرصة للانتقام .
(باب جبريل فال ) يجب أن يجد ولو كرسيّا واحدا في البرلمان، حتى لا يختفي خلف الغيوم، كما اختفى (مامادو سي تونكرا) سابقا، فمستقبله السياسي مرهون بدخوله في البرلمان، ليعكس صوت الحقّ هناك، وإذا خانه التوفيق ولم يُفزْ بشيء، سيخسر اعتباره كصحفي متميز ونجم لامع في سماء الصحافة ، وسيقضي على مستقبله السياسي، ثمّة شيء مهم لم يكن يفهمه هذا الرجل؛ وهو أنّ الجمهور الافتراضي، يختلف عن الجمهور في عالم الواقع، فقد غامر وراهن باعتباره، ولذالك يجب أن يكسب الرّهان مهما كان حجم العمل والتضحية، وإلاّ سيخسر نفسه، ليخرج من التاريخ ..
تحالف (AAR Sénégal ) “حماية السنغال “هذا التحالف يجعلون القارئ الجيّد للسياسة يشعر بالتناقض، فعند النّظر إلى رجاله وجوّ هذا التحالف الذي ينم بالنّضج المعرفي والثقافي، ستعشق التحالف إلى حدّ الجنون، وعند النظر إلى خطاباتهم اللاراديكالية، ستشكّ في مصداقيتهم .
على كلّ حال يجب أن يفوزوا ويذهبوا إلى البرلمان ، ليترجموا هناك معاناة الشعب ، وسيصفّق لهم “حتّى الذي لا يرى الجمال” إلاّ في الزعيم سونكو ، وهذا سيدعم معنوياتهم عندما يخوضون في الانتخابات الرئاسية، وإذا خسروا سيصبحون مثل جنود سقطوا تحت الأنقاض، يعني يتطلبّ الكثير من الوقت، للخروج من تحت الأنفاق ..وهذا ليس لصالح مستقبل ومشروع تحالفهم
كاتب ومحلل سياسي سنغالي