actualite

الأجواء المشحونة والتصعيد المستمر في المعترك السياسي السنغالي إلى متى !!؟

أ. فاضل غيي

يستمر التصعيد الخطير سيد الموقف في الساحة السياسية السنغالية ، وغير هذا المسار الساخن العنيف بين النظام الحاكم والمعارضة السياسية وجه الحوار والذكاء السياسي الذي كان عنوانا للمناخ الديمقراطي في سنغال السلم والحوار .
والمحير أن بلادنا تسعى إلى الهاوية إن لم يتداركها أصحاب النفوذ من الزعامات الدينية ذوي التأثير الكبير في جميع شرائح المجتمع ، ومستغرب جدا هذا الصمت المطبق سواء من خلفاء الأسر الدينية أوقيادات منظمات المجتمع المدني والجامعيين ، في ظل هذه الفوضى السياسية التي تعيشها البلاد منذ تقريبا ثلاث سنوات ، والتي أوشكت أن تدفع بالبلاد إلى الانهيار في مارس من العام المنصرم . وأخوف ما نخاف في هذا الجو المشحون والانتخابات الرئاسية على الأبواب ، وهذه الألفاظ البذيئة والشتائم المتبادلة بين عدد كبير من مؤيدي النظام الحاكم و بين مناصري المعارضة أن تفتحل الأزمة السياسية إلى درجة الانفجار ، ومن يتابع ما يحدث حاليا في قاعة البرلمان السنغالي من التلاسن والهجوم ثم الهجوم المضاد بين البرلمانيين الذين يمثلون الشعب ، يدرك أن المناخ المتوتر الذي يغلي داخل الجمعية العمومية مرآة عكست ما في الساحة السياسية من وحشية وعنف وعدم الانضباط ، مع أن التحدي يكمن في احتياجات الشعب ، في الصحة والتعليم والمعيشة ، وفي إيجاد حل للبطالة المتزايدة ،المنتظر من ممثلي الشعب هو الهدوء والشعور بالمسؤولية والنضج في الطرح لدفع السلطات والمسؤولين إلى وضع خطط محكمة لمشاريع الغاز والبترول التي في حاجة ملحة إلى التأمين ، والتصدي لكل محاولة خارجية لإثارة الفتنة في بلادنا العزيزة الغالية المستقرة طمعا في ثروات السنغال الطبيعية التي تسيل لعاب المغامرين الجشعين الطماعين .
المسؤولية في حماية الوطن من ويلات الحرب الأهلية تقع على جميع الفاعلين في الحلبة السياسية السنغالية ‘لأنه من الحماقة الاستمرار في هذا الاتجاه الخطير من أجل التمسك بالسلطة ، أو التهور لأجل الوصول الى سدة الحكم ،
والملاحظ أن السياسيين السنغاليين أصبحوا راكبين على رؤوسهم لا يؤنبهم الضمير ولا يوقفهم النذير .
وحان الوقت ليخرج مشايخنا الأجلاء الذين يعتبرون مرجعية للشعب السنغالي وللسياسيين معا ، وكذلك قادة الرأي من أعضاء المجتمع المدني والجامعيين ليرسموا لهؤلاء السياسيين طريق الخلاص من الخطر المحدق بالبلاد قبل أن نصل إلى طريق مسدود .
وندعو الزملاء في وسائل الإعلام المختلفة أن يحكموا العقل والضمير المهني فيركزوا على التهدئة والدعوة إلى الحوار الوطني الهادف حتى لا تكون فتنة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى