actualite

إستراتيجية قريش للقضاء على المشروع المحمدي الإصلاحي..!

جبريل لي السماوي

(وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ..) لمّا اكتشفت أجهزة مخابرات قريش دار (النّدوة ) أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام التقى مع جماعة من أهل يثرب في بطحاء مكّة ليلا ، واستطاع اقناعهم بقبول مشروعه السياسي الاصلاحي . شرعت قيادة قريش التي كانت تحكم مكّة، إلى رسم خطط استراتيجية ، لايقاف المدّ الاسلامي، والفكرة الاصلاحية السياسية ، التي جاء بها الرسول عليه الصلاة والسلام لصناعة المجتمع الصالح .
ليثبتوك : الخطّة (A )أرادوا أن يوقف نشاطاته السياسية ويحبسوه في معتقل ، وهدفهم في ذلك هو ابعاده عن الاعلام ، كي لا تؤثر خطاباته القويّة -التي تخاطب الروح البشري قبل أن تتحدث مع العقل الانساني – على الرأي العام؛ كما هو الحال دوما بين الطاغي، والمعارض السّياسي المصلح . أو يخرجوك : خطّة (B ) كانت أن يطردوه إلى المنفى لاجهاض ثورته المباركة التّي بدأت تهدّد مصالح قريش وقادتها . أو يقتلوك : آخر خطّة للقضاء على المعارض هو الاغتيال دوما . فعندما تريد انهاء مشروع إصلاحي ، أو أن تدفن ثورة سياسيّة ، أو تمنع ايديولوجية تنويرية ؛ فعليك باغتيال القادة وأهم الشخصيات الذين يدافعون عنها . ولهذا لمّا انتهت غزوة احد ، وقف أبو سفيان ابن حرب أسفل الجبل ونادى بأندى صوت : أفيكم محمّد ؟ أفيكم أبو بكر ؟ أفيكم عثمان ؟ أفيكم علي؟
يعلم أنّه مهما فعلوا دون اغتيال هؤلاء القادة لن تهزم الاسلام ولا مشروعه المباركة. اقرأ ان شئت تاريخ الاغتيالات السياسية

كان إبليس هو المستشار السياسي لقادة قريش في هذا الاجتماع . وهو الذي برمج في عقولهم فكرة الاغتيال . لأنّ (المشروع المحمدي الاصلاحي) تهديد كبير بالنسبة له . لذالك شارك في الاجتماع ، لوضع حلول الاتاحة بالفكرة التوحيديّة الاسلامية التي جاءت لترجع للانسان كرامته ، لتضع للفرد منهج حياة، لتربّي النفوس والأرواح ، لتنشر مكارم الأخلاق ، لتختار للمجتمع (دستورا) يحكم النّاس بالعدل والاحسان ، لتعلّم للجماهير أوجه نظام الحكم والديمقراطية الاسلامية التي تتركّز في هذه الركائز
أوّلا البيعة: ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة …)
ثانيا : الشورى ( والذين استجابوا لربّهم وأقاموا الصّلاة وأمرهم شورى بينهم..)
ثالثا : (السلطة القضائية) الحرّة العادلة (…فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتّبع أهواءهم عمّا جاءك من الحقّ..)

لكن اليقين الذي كان عنده عليه الصلاة والسّلام، وتحدّيه لقسوة الواقع السياسي الشرس، وايمانه بالقوّة الالهيّة التي كانت خلف المشهد تدعمه ، كما دعمت موسى وهارون في عراكهما السياسي مع فرعون ( إنّي معكما أسمع وأرى) كان سرّ نجاحه وفشل جهاز مخابرات قريش في اغتياله .
صديقي القارئ ! اقرأ وأعدِ قراءة تاريخ هذه القائد العظيم ( عليه الصلاة والسلام ) إذا أردت أن تفهم الجيوساسية وعلوم الجيوستراتيجية . وتدبّر في نبرات الوحي المباركة ( القرآن الكريم) إذا أردت أن تفهم منهج الحياة فهما عميقا.

السّماوي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى