actualite

هل ثقافة الاستهلاك وسيلة لانتشار العلمانية ؟

الحاج عبد الله امبي

عزيزي القارئ:نطالعك عبر هذه السطور فائدة ربما تجاهلها البعض والآخر ين يضعونها في موضع الاهتمام مع مرور الزمن وكثرة المنتجات المستهلكة ،ونتسائل كباحثين لمعرفة جدواها.
لكن هل ثقافة الاستهلاك للمنتجات المتنوعة يمكن أن يكون وسيلة لانتشار ظاهرة العلمانية ؟
عزيزي القارئ:بادئ ذي بدء نجد الدكتور “عبد الوهاب المسيري”في كتابه (العلمانية الجزئية والشاملة)يطالعنا “أن نمط الإنسان الإقتصادي هو أحد الأنماط التي أفرزتها العلمانية ،وهو إنسان يجيد نشاطا واحدا هو البيع والشراء ومراكمة الأموال وانفاقها”لماذا ؟اذ أصبح الاستهلاك في عالم اليوم غاية وهدفا في حد ذاته وليس وسيلة لتحقيق الغايات من الحياة.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وإعادة تشكل القوى الاقتصادية والسياسية ،اجتاحت العولمة بصورتها الأمريكية العالم حاملة معها ثقافة الاستهلاك ،وقد كانت العولمة ذاتها هي سفينة الفكر الليبرالية الجديدة فتحت الاسواق أمام الشركات متعددة الجنسياتfirms multi -nationalesوالعابرة للقارات ،ولان الفكر الليبرالي قائم على الربح فقط فهو في طريقه يدهش أخلاق المجتمعات وقيمها ويعمل على تغييرها وتوجيهها نحو الليبرالية ،ونحو ما يؤدي إلى زيادة ربح الشركات.
عزيزي القارئ: يذكر المفكر الأمريكي “نعومي تشومسكي”استاذ اللسانيات في معهد ماساتشوستس Massachusetts ؛ان العقيدة النيوليبرالية أو الجديدة تدفع رجال الأعمال إلى التعامل مع الربح كمبدأ أخلاقي لديهم وأن تخليهم عنه سيهدم الحياة المتحضرة.
لذلك لا عجب أن نجدهم يبذلون أقصى جهدهم في إيقاع الإنسان في دوامة الاستهلاك متغلغلة في المجتمعات ضاربة جذورها في وعي الإنسان الحديث ،لاجل تحقيق الهدف المنشود وهو الربح.
هذا،وتعمل الآلة الإعلامية ليل ونهار على جذب الإنسان القابع خلف شاشاتها إلى السوق والشراء وتبني ثقافة الاستهلاك ما إن تدير وجهك في كل مكان حتى ترى إعلانات لا حصر لها لمنتجات عديدة مختلفة الاستخدام وفي العالم اليوم،وتنوع الأساليب التسويقية المستخدمة على فتح أسواق جديدة.

باحث في العلوم السياسية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى