Articles

*محنة الشباب الإفريقي قنبلة موقوتة!!

بقلم/ باسيديا درامي

في الوقت الذي تحتفل فيه القارة الإفريقية بيوم أفريقيا في ربوعها ، فإن من الأهمية بمكان أن تتركز بؤرة الاهتمام على محنة الشباب الأفريقي، لأن الإحصاءات الرسمية تظهر أنه بحلول عام 2030 ، ستحتضن القارة الإفريقية أكثر من ربع سكان العالم الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا.

يوجد في إفريقيا أكبر عدد من الشباب على وجه البسيطة، حيث تقدر نسبتهم بنحو ٦٠٪؜ ومع ذلك فإن هذا العنصر الأساسي والجوهري في المجتمع مهمش، بشكل كبير، وبالتالي يعتريه اليأس والقنوط لضيق الآفاق واضمحلال الفرص أمامه. فالوعود التي يقطعها الساسة خلال الحملات الدعائية الشاغبة في مجال تنمية القدرات الشبابية وتوفير الفرص الوظيفية لهم ما هي إلا وعود فارغة جوفاء هدفها الأوحد هو كسب أصوات الشباب، ودغدغة مشاعرهم، وسرعان ما تتبخر الآمال مع انقضاء مصالح هؤلاء الساسة، ليصطدم بعدها الشباب بواقعهم المرير، لانعدام سياسات مدروسة أو خطط ملموسة واقعية لمعالجة قضايا الشباب ومساعدتهم على تبوء المكانة اللائقة بهم في المجتمع.

تفتقر غالبية الشباب الأفريقي إلى المهارات والخبرات المطلوبة في سوق العمل، بينما المتعلمون منهم يجدون صعوبة في اختراق سوق العمل دون واسطات أو التسلق والتملق لدى المتنفذين لنيل المراد. لا تتماشى أنظمة التعليم مع احتياجات سوق العمل ، ومن ثم فإن المخرجات غالباً ما تكون غير مرغوبة في سوق العمل ، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع المأساوي للشباب الإفريقي. وما ظاهرة انتشار المخدرات وتفشي حالات السرقة والاحتيال والنصب والسطو بين الشباب إلا نتيجة طبيعية للبطالة المستشرية في المجتمعات الإفريقية.

إن من نافلة القول بأن انعدام السياسات الرشيدة والهادفة والفساد والبطالة دفعت الآلاف من الشباب الأفارقة إلى الهجرة غير الشرعية نحو القارة العجوز، فأضحى البحر الأبيض المتوسط مقبرة تدفن أحلام أبنائنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا وهم يخاطرون بحياتهم للعبور إلى أوروبا راجين ضمان مستقبل أفضل لهم ولعائلاتهم التي تركوها من خلفهم.

مع صعود الأحزاب اليمينية المناوئة للهجرة وتصاعد نفوذها السياسي في الغرب ، يتم تشديد قوانين الهجرة لردع المهاجرين غير الشرعيين، بما في ذلك ترحيل شبابنا. ألم يتم ترحيل ٣٥ مواطناً غامبياً اليوم مكبلين بالسلاسل والأغلال من ألمانيا وإيطاليا برفقة العشرات من رجال الأمن بعد استنفاد وسائل البقاء في ألمانيا وإيطاليا؟!

للأسف، لا توجد خطط وطنية شاملة لاستيعاب العائدين ودمجهم في المجتمع بشكل فعال، مما ينذر بوقوع اضطرابات اجتماعية خطيرة لا تحمد عقباها.

مشاعر اليأس في الواقع تدفع بعض الشباب إلى التطرف، وخاصة في منطقة الساحل الإفريقي حيث يقع الشباب العاطل عن العمل فريسة سهلة ولقمة سائغة للمتطرفين الذين يستخدمونهم للانخراط في أنشطة إجرامية ضد الأبرياء من بني جلدتهم..

باختصار ، قضية الشباب قنبلة موقوتة يجب اتخاذ تدابير فعالة لمعالجتها بشكل عاجل قبل أن تستفحل وتخرج عن نطاق السيطرة، لاسيما وأن مستقبل إفريقيا بأيدي الشباب؛ وإذا ما تهيأت لهم الظروف فسوف تتحقق على أيديهم المعجزات .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى