actualite

أهمّ البنود التي بايع عليها النبي المجتمع المسلم!

نغانج سيك أبو زينب

لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة اهتمّ بالمجتمع الإسلامي الجديد وعزم على إرساء دعائم الطهر والعفاف فيه، فعقد المبايعة على أصول تحفظ للحياة جمالها وللقيم ثباتها، فبايع أصحابه على أصول الدين: عدم الشرك بالله، واجتناب السرقة، والبعد عن الزنى، وعدم قتل الأولاد، والحذر من الكذب، وعدم العصيان في معروف.
هذه أهم البنود التي أخذ النبي على الناس أن يحترموها ويعملوا بمقتضاها، ليأمن الجميع، ويعمّ الرخاء، وينتشر العفاف، فلا حقّ لله يُصرَف لغيره سبحانه، ولا مال يُعتدَى عليه، ولا شرف ينتهك، أشرف مجتمع عرف في التاريخ هو ذلك الجيل الذي بايع على هذه الأصول.
كان عليه الصلاة والسلام يعرض بنود المبايعة على من يختار الإسلام، يدخل عليه الناس ويبايعونه على الحفاظ على الدعائم التي يقوم عليها المجتمع.
فلما جاء دور النساء كان الرسول يقرأ عليهن البنود بندا بندا، فتسأل نساء الصحابة أو تزني الحرّة! أو تسرق الحرّة، هكذا في عرفهن أن الدماء التي تجري في العروق إذا كانت طاهرة فلا يقدم أصحابها على ما يخدش الشرف! أو ينتهك المروءة، فضلا عن اقتراف المهلكات.
ولو رجعن إلى الدنيا ورأين واقع الحياة اليوم، لسألن أفيكم عقول يا ناس! إنّنا بحاجة إلى أن نرجع إلى المبايعة ونتصوّر أنّه عليه الصلاة السلام مدّ يده الشريفة ليبايع الأمة من جديد على احترام تلك البنود، ولن تطيب العيش أو يغبطنا غيرنا ما لم نحترم أصول هذه المبايعة وطبّقناها في واقع الحياة العملية.
لما احترم الصحابة ما بايعوا عليه النبي من مجانبة الفجور ولزوم البرّ، عاشوا حياة طيّبة وصفها أحدهم بقوله: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم لجالدونا عليه بالسيوف!
إنّ الحياة الآمنة التي يسعى المصلحون إلى إرساء أسسها، لن تتّحقق ما لم يجعلوا أولى الأولويات دعوة المجتمع إلى احترام حقوق الله وأن لا يصرف شيء منها لغيره سبحانه لا نبيّ مرسل ولا ملك مقرّب.
فإذا قوي ورسخ هذا المفهوم في النفوس سهل علينا ترك المنهيات الأخرى، إنّ الإخلال ببنود هذه المبايعة ينعكس سلبا على جميع مناحي الحياة، ومن أخلّ بشيء من هذه الأصول فخير له ولبنى جنسه أن يرجع إلى رشده ويعقد العزم فيما بقى من العمر على احترام المبايعة وما ورد فيها من أصول ترجع إلى الحياة بهاءها.
فإن كان الإنسان الجاهلي يترك هذه الموبقات أنفة وحفاظا على سمعته، فلأن يحرص عليها من ينتسب الإسلام أجدر وأولى، دعوها فإنّها منتة.
ومن ابتلى بشيء من هذه القاذورات فلينتقل منها إلى تركها، وليقارن بين الحياتين ليدرك الفرق الذي بيّنه سبحانه بقوله: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى