actualite

أليست سموم الأرواح أشد فتكا من سموم الأبدان ..؟

د.محمد موسى كمارا

كاتب وباحث من غينيا

في صباح اليوم، جلست إلى مكتبي للقراءة كالمعتاد، فأردت أن أتناول شيئًا من القهوة، ولمّا التفتُّ إلى الكوب لاستخدامه، ذكرتُ أنّني نشرتُ في موضعه سائلًا من مبيد الحشرات قبل النَّوم، ورغم أنَّه كان نظيفًا قبل حادثة النّشر، فقد غسلتُه بالصّابون المعقّم غسلًا متكرّرًا أفضى بي إلى اليقين من سلامته ونظافته وبراءته من كلّ سمٍّ يضرّ الشّارب منه، ثمّ صببت فيه القهوة وأخذت أشرب.
وقد ظللت أشربُ وأنا سابحٌ في بحر من التَّأمُّل ليس له قعرٌ؛ فهل السُّمُّ الذي يجب أن يخاف منه الإنسان، ويطلب السّلامة والنّجاة منه؛ هو السّمُّ القاضي على سلامة البدن وحسب؟ أليس هناك سمومٌ تدمّر العقل، وسمومٌ تدنّس الرُّوح، وسمومٌ أخرى كثيرةٌ تعيث في الأعمال فسادًا؟ ثمّ ناجيت نفسي قائلًا: ليتني، وليت كلّ إنسانٍ، يتعامل مع ما يفعل حذِرًا يقظًا كما تعاملتُ مع هذا الكوب، فنتأكّد من سلامة أفعالنا قبل أن نُقدم، ومن إصابة أعمالنا قبل أن ننفّذ؛ فقد تكون سموم العقول والأرواح أشدّ فتكًا، وأفظع عاقبةً من سموم الأبدان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى