خطبة جمعة ثرية حافلة بالفوائد
للإمام أحمد دام انجاي
أخذني هذا النهار صديقنا الأمين لنؤدي فريضة الجمعة في آخر جمعة لهذا العام الهجري بالمسجد الجامع الذي يؤم فيه أخونا وصديقنا الأستاذ الإمام أحمد دام انجاي ، والأستاذ انجاي معروف بخطابه الدعوي الصريح والواعي ، لكنني حضرت خطبته لأول مرة في هذا اليوم المبارك ، فتأثرت بالخطبة تأثرا بالغا واستفدت منها استفادة ستظل راسخة في ذهني طويلا ، هو اختار موضوعا الأمن والأمانة وربطهما بالاستقامة ، وكان شرحه لهذه المعاني مستفيضا .
ومما جاء في الخطبة قوله :” عباد الله ، فإن نعمة الأمن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده ، ومطلب ضروري من ضرورات الإنسان ، ولذلك كان من مقاصد الشرائع السماوية المحافظة على الضروريات الخمس التي هي : حفظ النفس ، والدين ، والعقل ، والعرض ، والمال .”
وقال : ” فإذا حفظ للإنسان هذه الضروريات فقد حصل على أسمى هدف وأعظم غاية يرجوها في هذه الحياة ، وهو الأمن بجميع صوره “
وأضاف الإمام دام :” ومن فضل الله سبحانه وتعالى أن هيأ لنا حفظ أمننا ، وجعل ذلك مرهونا ومرتبطا بالإيمان ، كما جعل بينهما ارتباطا قويا وتلازما ضروريا ، فلا أمن بدون تطبيق الإسلام ، ولا يتحقق تمام الإسلام وكماله، ولا العمل بشعائره ، وإقامة حدوده إلا بالأمن ، ولا تقوم مصالح العباد إلا بالأمن . “
ومن أجل استتباب الأمن في المجتمعات يقول الإمام أحمد دام :” جاءت الشريعة الغراء بالعقوبات الصارمة ، وحفظت للأمة في قضاياها ما يتعلق بالحق العام والحق الخاص ، بل إن من المسلّم في الشريعة ، قطع أبواب التهاون في تطبيقها أيا كان هذا التهاون ، سواء أكان في تنشيط الوسطاء في إلغائها ، أو في الاستحياء من الوقوع في وصمة نقد المجتمعات المتحضرة .. فحفظا للأمن والأمان غضب النبي على من شفع في حد من حدود الله بعدما بلغ السلطان ، وأكد على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم ” وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ” رواه البخاري ومسلم .