البرلمان السنغالي يخدش قيمنا الدينية وكرامتنا الإنسانية !
محمود دافي
إن عدم قبول البرلمان السنغالي مقترح مشروع قانون تجريم المثلية الجنسية في السنغال يشكّل خطرا وخللا جسيما على المجتمعات السنغالية بل على الكيانات الإنسانية التي تبدأ نواتها بالأسرة ،وهذا الموقف الذي اتخذه البرلمان تجاه هذه الجريمة الإنسانية سيجعل الفساد والانحلال الخلقي أسس نظمنا الاجتماعية جرّاء رفض تجريمها قانونيا تحت ذريعة الحرية الشخصية وحقوق الإنسان اللذين لم يُلجما في ظل الحضارة المادية الغربية لجما إيمانيا وأخلاقيا فكان سببا في تضخّم الإنسان جسديا واضمحلاله روحيا فأصبح منغمسا في أوحال المادة وبحار الشهوات كماأصبحت حياته غارقة في طوفان الفواحش ، وكان ينبغي لهذا البرلمان أن يمسح دموع الشعب في مثل هذه القضايا الحساسة ويقف بالمرصاد وجه المفسدين الذين يفتحون الأبواب للذين يريدون أن ينسلخ المجتمع السنغالي من أصول عقيدته وقيمه الدينية المثلى التي هي المقومات الأساسية لشخصيته والتي تعتبر من البواعث الدائمة التي تعيد المجتمع إلى حظيرة الإسلام ،وكذلك يقف أمام الذين يلبسون المثلية الجنسية ثوب الإنسانية والحرية ،وذلك بالنظر إلى المسؤولية الأساسية الملقاة على عاتق هذا البرلمان في ضمان تحرير هذا الشعب والحفاظ على كيانه وهويته وقيمه وكرامته الموضوعة هدفا للغزو ،،، لكن وا أسفاه !
و لقد اكتوى المجتمع السنغالي من هذا البرلمان وخصوصا في العصر الراهن كياتٍ تكاد تفقده مجده العظيم سياسيا وفكريا ونفسيا وتاريخيا وأخلاقيا بسبب ﴿ماأريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ﴾ وكذلك بسبب جوره ومناصرته للظالمين والمفسدين العابثين الذين يريدون محاربة كل ما تبقى لهذه الدولة من فكر مستنير وعقيدة راسخة وخلق رفيع وسلوك قويم .
نَعْم علِم المجتمع السنغالي أن المثليين الجنسيين دفنوا أرواحههم في حمأة الرذيلة ومدافن العبودية للذات والمتاع وأطلقوا العنان للشهوات ومهيِّجاتها وإن برّأهم من برّأهم من اللوبيات والمنظمات التي تحميهم بقوة القانون كما يحدث عندنا الآن، فروائح العفن تُزكم أنف حياتهم لذلك نجد أسلافهم يصفون المنكرين بقولهم ﴿﴿ إنهم أناس يتطهرون ﴾﴾
﴿﴿ولوطا إذ قال لقومه أتاتون الفاحشة ماسبقكم بها من أحد من العالمين (80) إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون (81)وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ﴿82﴾ ما نقموا من منكري المثلية الجنسية إلا أنهم تطهروا من هذه الفعلة الشنيعة لذلك تأمر السلطات في كل عصر بتسجينهم وتشريدهم وشيطنتهم أمام الملأ ووصف مسيرتهم الاحتجاجية بالإرهابية …
إن هذا البرلمان السنغالي ترك سمعة سيئة لن تمحي ،وموقفه هذا يُترجم لنا أنه من طوابير الجيش الجديد الذي تصطنعه العدوّ في هدم كل مقوّم من مقومات شعبنا ،وهذا الشعب تأكّد من ولاء هذا البرلمان للأجندات الشيطانية المدمِّرة حيث باع قيمنا وكرامتنا الإنسانية وهويتنا الدينية بثمن بخس دراهم معدودة ، وهذا البرلمان دخل في التاريخ بأسوء أبوابه .
إن خطورة هذه القضية تستدعي تضافر الجهود وتكاتف الأيادي من الشعب عموما والحركات الإسلامية خصوصا لبلورة خطورة هذه الاتجاهات على الفرد والمجتمع كلٌّ حسب طاقته حفاظا على الإنسانية التي نشترك فيها جميعا ،ولمعالجة هذا الخواء الروحي والفكري الذي يتغلغل في المجتمع ،والذي سيؤدي في النهاية إلى سقوط الأخلاق التي بسقوطها تسقط الإنسانية في الدولة.
نسأل الله أن يحفظ بلادنا من كيد الأعداء والمفسدين
أريد لتصل إلي معلومات نافعة
لقد أحسنت التعبير