الشيخ أحمد البدوي رئيس مجمع الشيخ أحمد الخديم بطوبى يشارك في المؤتمرالدولي الأول حول الإعجاز العلمي بالهند

كتب – د. سام بوسو

بدعوة كريمة من جامعة الهند الإسلامية
وبالتعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية، شارك الشيخ أحمد البدوي امباكي، رئيس مجمع الشيخ أحمد الخديم بطوبى، في أعمال المؤتمر الدولي الأول حول “الإعجاز العلمي والقضايا المعاصرة”، وذلك بإذن من سماحة الخليفة العام للطريقة المريدية الشيخ محمد المنتقى امباكي . وقد جاءت مشاركته ممثلة لجامعة الشيخ أحمد الخديم، التي تضطلع بدور ريادي في نشر الفكر الإسلامي، وتواصلُ رسالةَ الشيخ أحمد الخديم رضي الله تعالى عنها العلمية والتربوية في بناء الإنسان وخدمة المجتمع. وقد شارك فضيلته في الجلسة الافتتاحية بكلمة رسمية وفي الجلسات العلمية بورقة علمية، كما شارك في توقيع اتفاقيات التعاون مع جامعة الهند الإسلامية والجهات المشاركة أثناء القمة الدولة لقادة الجامعات التي عقدت على هامش المؤتمر.

الكلمة الافتتاحية

في الجلسة الافتتاحية، ألقى الشيخ أحمد البدوي كلمة مؤثرة نيابة باسم جامعة الشيخ أحمد الخديم، عبّر فيها عن شكره وامتنانه للجهات المنظمة، منوها بدور الهند بصفتها بلدا عريقا في حضارته وثقافته، وبما قدمه علماؤها من إسهامات علمية ودينية أغنت التراث الإسلامي عبر العصور. وأكد أن انعقاد هذا المؤتمر على أرض الهند يجسد استمرار رسالتها التاريخية في خدمة العلم والحوار الحضاري البنّاء بين الشرق والغرب.
وأوضح الشيخُ في كلمته أن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية ليس مجالًا للإعجاب المجرد، بل هو ميدان خصب للاجتهاد والتفكير المنهجي، يُعيد للعقل المسلم مكانته في فهم الكون واكتشاف قوانين الله في الخلق. كما شدّد على أن جامعة الشيخ أحمد الخديم تؤمن بأن الجمع بين العلم والعمل هو السبيل لتحقيق نهضة الأمة، مصداقا لقول الشيخ الخديم رضي الله تعالى عنه:
»العِلمُ والعَمَلُ جوهرانِ لخيرَي الدّارينِ يَجلِبانِ«
وبيّن أن شعار جامعة الشيخ أحمد الخديم »:العلم النافع، والعمل الصالح، والأدب المرضي«، يجسد فلسفة تربوية متكاملة تستلهم فكر الشيخ الخديم في الجمع بين الإيمان والعقل، والروح والمنهج.

كما عبّر عن استعداد الجامعة للتعاون العلمي والبحثي مع رابطة الجامعات الإسلامية وجامعة الهند الإسلامية والمؤسسات الأكاديمية المشاركة، بما يخدم نشر القيم الإسلامية، وتنشيط البحث العلمي، وتكوين جيل يجمع بين أصالة الروح، وعمق الفكر، ورحابة الأفق.
وختم الشيخ كلمته بالدعاء بأن يوفق الله أعمال المؤتمر لما فيه خير الأمة الإسلامية، وأن يجعلها خطوة مباركة في سبيل تجديد الخطاب العلمي والديني في ضوء مقاصد القرآن الكريم.

المشاركة العلمية

وخلال جلسات المؤتمر، قدّم الشيخ أحمد البدوي ورقة علمية بعنوان: “إسهام الشيخ أحمد الخديم في بيان إعجاز القرآن الكريم”، سلّط فيها الضوء على الجهود العلمية والفكرية للإمام العارف بالله تعالى المؤسس للطريقة المريدية، الشيخ أحمد الخديم رضي الله عنه، في تفسير كتاب الله وبيان وجوه إعجازه البياني والمعنوي.
استهل الباحث ورقته بمقدمة تعريفية عن حياة الشيخ الخديم رضي الله تعالى ومسيرته العلمية والجهادية، مبرزًا شخصيته الجامعة بين العالِم المفسر والمربي والمصلح، الذي جعل من القرآن الكريم محورًا لحركته الإصلاحية والتربوية. وأوضح أن الشيخ الخديم اعتبر علم التفسير من أشرف العلوم بعد التوحيد، كما ورد في منظومته » مسالك الجنان «، حيث قال:
»وأفضلُ العلوم بالإطلاقِ توحيدُ ربِّنا على اتفاقِ
وبعدَه التفسيرُ للقــــــــــرآنِ​​ ثم الحديثُ قالَه الدِّيماني «
ثم تناول نماذج من الآيات التي فسَّرها الشيخ الخديم في مؤلفاته المختلفة، مبيّنًا عمق فهمه للبيان القرآني، ودقته في الربط بين المعنى الظاهر والإشارة الباطنة، واستنباطه للمعاني التربوية والروحية من النص القرآني.
وأوضح أن الشيخ الخديم، رغم عدم وضعه تفسيرًا كاملاً للقرآن الكريم، ترك منهجًا متكاملاً في التعامل مع النص القرآني، يقوم على التدبر العميق، والتحرز من القول بالرأي المجرد، واعتبار القرآن مصدرًا للهداية والتزكية، قبل أن يكون مجالًا للجدل النظري.
وبيّنت الورقة أن إسهام الشيخ الخديم رضي الله تعالى عنه في بيان إعجاز القرآن يتجلى في الجمع بين الإعجاز اللغوي من جهة، والإعجاز التربوي والروحي من جهة أخرى، حيث يُظهر القرآن ككتاب شامل يجمع بين البيان والإيمان، والعلم والعمل، والظاهر والباطن.
واختتم الشيخ أحمد البدوي ورقتَه بالتأكيد على أن الفكر القرآني عند الشيخ الخديم رضي الله تعالى عنه يمثل مدرسة رائدة في التفسير المقاصدي والبياني، قادرة على إثراء الدراسات القرآنية المعاصرة، وإلهام الباحثين في مجال الإعجاز العلمي واللغوي، بما يربط النص الإلهي بحياة الإنسان وواقعه المتجدد.

لقد كانت مشاركة الشيخ أحمد البدوي في هذا المؤتمر العلمي الدولي خطوة في سبيل تعزيز الحضور العلمي لجامعة الشيخ أحمد الخديم في المحافل الفكرية، وتجسيدًا لتوجيهات سماحة الخليفة العام الشيخ محمد المنتقى امباكي في دعم الحوار العلمي والتبادل المعرفي العالمي انطلاقًا من رؤية مريدية أصيلة تربط العلم بالإيمان والعمل الصالح