المؤتمر الشعبي اللبناني: الصمت تجاه جريمة الإبادة التي يتعرّض لها الأهل في غزّة هو أقذر وأبشع من الجريمة نفسها

في ظلّ ما تتعرّض له غزّة هاشم من إبادة أصدر المنسّق العامّ للمؤتمر الشعبي اللبناني الدكتور عدنان بدر بياناً استهلّه بالتحيّة لأرواح شهداء المساعدات الغذائيّة في غزّة، كما أثنى على موقف وزيرة العمل والاقتصاد الاجتماعي الإسبانيّة التي كانت قد أعلنت: “أنّ المحرقة عار على أوروبة، والإبادة الجماعيّة في غزّة عار على الإنسانيّة.

كما ثمّن بدر قرار الحكومة الهولنديّة بمنع كلّ من وزيريّ الأمن القومي والماليّة الإسرائيليّين من دخول هولندا، وموقف رئيس جمهوريّة كولومبيا الذي منع تصدير الفحم إلى كيان العدوّ الصهيوني، ولا يمكن أن ننسى العمليّات الإسناديّة اليمنيّة لأهلنا في غزّة ومنها قصف مطار العدوّ.

وأضاف بدر مع مرور عيد تأسيس الجيش اللبناني الوطني الثمانين لا بدّ من توجيه التحيّة للجيش قادةً وأفراداً، ولرئيس الجمهوريّة اللبنانية الذي بمواقفه الشجاعة يؤكّد على وطنيّته وحرصه على لبنان وكرامته وأراضيه، وخاصّة مع رفعه شعار”القضاء مطلق اليديْن لإحقاق الحقّ.”

وأعلن بدر في بيانه المواقف الآتية:
1- إنّ الصمود البطوليّ لأهلنا في غزّة والضفّة الغربيّة وعلى الرغم من الخلل الكبير والنوعي في ميزان المواجهة مع العدوّ الصهيوني، فقد جاء في تقرير صحفي عن مصادر عسكريّة “ارتفاع غير مسبوق في أعداد الجنود الذين يعانون من أزمات نفسيّة واكتئاب حادّ”، وبحسب التقرير فإنّ أكثر من 10000 (عشرة آلاف) جنديّ يخضعون للعلاج النفسي في ظلّ ما وصفته الصحيفة بالضغط الشديد والتجارب القتاليّة القاسية؛ وأدّت هذه الأحوال إلى انتحار 16 جنديّاً صهيونيّاً منذ بداية العام الجاري.

2- إنّ ارتفاع عدد الدول الأوروبيّة التي اعترفت بقيام الدولة الفلسطينيّة قد انعكس عزلة دوليّة للولايات المتّحدة الأمريكيّة إلى الحدود التي دفعت بدونالد ترامب إلى إبداء استيائه من اعتراف كندا بالدولة الفلسطينيّة وهذا يدلّل أنّ الصمود البطوليّ لفتية غزّة وشبابها وشابّاتها ونساءها ورجالها وشيوخها، وقد أثمر اعترافاً دوليّاً بالحقوق الوطنيّة المشروعة لفلسطين.

3- إدانة موقف الإدارة الأمريكيّة من الاعتداءات الصهيونيّة على لبنان (الجنوب – البقاع- الضاحية)، الموقف الذي عبّر عنه مبعوثها توم باراك الذي أبلغ وطلب من الحكومة اللبنانيّة توقيع اتّفاقيّة سلام مع العدوّ الإسرائيلي، بل ذهب إلى أكثر من ذلك عندما هدّد بعدم تقديم الدعم بدون حصريّة السلاح، مع العلم بأنّ هذا الموضوع شأن وطني لبناني داخلي، والتدخّل الأجنبي يعتبر تعدٍّ على السيادة الوطنيّة اللبنانيّة بكلّ مكوّناتها على إطلاقها.

4- يشكّل إعلان المفوّض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتّحدة عن مقتل 300 موظّف أممي و200 ألف فلسطينيّ منذ تشرين الأوّل 2023، تحدّياً كبيراً جدّاً للمجتمع الدولي بكلّ مؤسّساته، وتبعاً فشله في وقف العدوان الصهيوني على أهلنا في غزّة هاشم، وحماية طواقمه الإداريّة.
هذا الفشل يوجب على الأطراف المعنيّة إعادة النظر بإدارتها للنزاعات في العالم، والإعمال الفوري للبند السابع من ميثاق الأمم المتّحدة لحماية الشعوب المظلومة المعتدى على حقوقها، وفي مقدّمتها حقوق الشعب الفلسطيني، إذ إنّه من غير المنطق والمعقول أن يكون دور المجتمع هو التفرّج على الجرائم الصهيونيّة على غزّة، بما فيها منع إدخال المساعدات الإغاثيّة والمستلزمات الطبّيّة من أدوية ومعدّات… إلخ.

5- إنّ الجريمة الأبشع والأقذر التي يتمادى العدوّ الصهيوني بارتكابها هي استهداف منتظري المساعدات الإنسانيّة، وكلّ ذلك تحت مرأى ومسمع الجهات المعنيّة بحقوق الإنسان البسيطة (حقّ المواطن الفلسطيني برغيف الخبز)، كما لو أنّ غزّة وفلسطين في كوكب وبقيّة العالم في كوكب آخر، أو أنّه قد تحوّل العالم إلى ساحة غاب متفلّتة من أيّ ضابط أخلاقي أو إنساني أو قانوني سوى ما يرضي ويلبّي الرغبات العنصريّة والدمويّة للعدوّ الصهيوني وحلفائه في الغرب الأوروبّي والأمريكي.

6- طلب 60 نائباً في البرلمان الأوروبّي بحث واتّخاذ اجراءات ضدّ العدوّ الصهيوني لوقف العدوان على غزّة، السؤال هنا: بالمقابل ماذا فعلت وماذا طلبت البرلمانات العربيّة وحكوماتها؟!
في الحقيقة، إنّ الصمت المريب للنظام العربي الرسمي على ارتكابات العدوّ ومجازره الوحشيّة بحقّ أهلنا في غزّة وعموم فلسطين لا يقلّ توحّشاً عن المجازر نفسها، لأنّها دون أيّ مبرّر أو مسوّغ سوى إيقاع الأذى على أنواعه والتجويع للأطفال والشيوخ والنساء.

وختم بدر بيانه بمطالبة الأمين العامّ لجامعة الدول العربيّة الدعوة لاجتماع طارئ لوزراء الخارجيّة العرب تمهيداً لعقد قمّة عربيّة طارئة، يكون الهدف الوحيد منها هو وقف الاعتداءات الصهيونيّة وقفاً نهائيّاً وتقرير إدخال قوّات عربيّة وإسلاميّة إلى مدينة غزّة للإشراف على أمنها وإدارتها وإعادة إعمارها، وإدخال ما تحتاجه المدينة من مواد غذائيّة وإنمائيّة متعلّقة بإعادة الإعمار.

مكتب الإعلام المركزي في المؤتمر الشعبي اللبناني

الخميس ٧-٨-٢٠٢٥