Articles

السنغال إلى أين ….؟


مامن شك في أن السنغال تعيش مرحلة حرجة وحساسة في جميع مجالات الحياة الاجتماعية السياسية والاقتصادية وحتى الدينية ،حيث تجد الأزمات الاضطرابات من هنا وهناك لغياب الأخلاق والقيم والقدوة ،وتبقى المادة سيد الموقف، يهرول الناس وراءها للوصول إليها بأية وسيلة وبأية طريقة ، فتسمع واحد هنا يقتل الطفل ويأخذ شيئا من أعضاءه ليصبح ملياديرا بأمر من السحرة ،وآخر يقتل أقرب أقرباءه من أجل المال والجاه ،وتجد آخر يستخدم السحر لجذب الأتباع والطلاب باسم الدين. كثر الهرج والمرج فصار الخوف والرعب مكان الأمن والأمان في السنغال، كيف تسللت هذه العدوانية في شرايين مجتمعنا المسلم المسالم؟ أعتقد عبر نافذة المادة. التي بها أصبحت الفواحش منتشرة ترتكب جهرة بدون تستر باسم الحرية فانتشر الزنى والشذوذ الجنسية والخمر والمخدرات وكل أنواع الفواحش ولكن الأكثر أسفا أن مرتكبي هذه الجرائم والفواحش جلهم مسلمون بل ومنتمون إلى البيوت الدينية والحركات الإسلامية .ترى ماذا تغير في المجتمع؟ هل مازال للمنزل دورا تربويا؟لا أظن لأنه لم يعد للبيوت أمهات تحرسها وتربي الأجيال، وآباء تقف وقفة القائد والمراقب ،فأصبح الأولاد يأخذون أخلاق الخادمات الفاقدات للأخلاق الطيبة والثقافة الإسلامية عادة ،كذلك مما يبث التلفيزون من أفلام خليعة مفسدة وغيرها وسبب هذا الإهمال هي المادة ،ماذا تكون دور المدرسة إذا فشلت البيوت في التربية ؟ التقويم والإصلاح والتوجيه المستمر، لكن ليس لمدارسنا دور تلعبها في تربية الأطفال وتوجيههم بل تغرس فيهم أخلاقيات فاسدة،لأن كثيرا من الأطفال فسدت طبائعهم في المدرسة بطريقة او بأخرى فإذا كانت هذه النواقص كلها موجودة. ففيم نرجو الخلاص مما هو سائد في مجتمعنا من أفعال مشينة؟
صحيح أن كل هذه الأمراض الاجتماعية التي تعيشها السنغال ثمرة فساد سياسي في رسم سياسات واضحة في مايتعلق بالمدرسة والمناهج المتبعة لصناعة أجيال صالحة ولكن مع الأسف الشديد أن رأساءنا في السنغال لا يهمهم من الشعب إلا بطاقاتهم الانتخابية ،وبعد الانتخابات فهم عبيد يصيبهم كل الفتن ،لذلك تجد الشباب لاعمل لهم مع أن أكثرهم يحملون شهادات جامعية .
يموتون غضبا وحقدا عندما يرون الساسة يركبون أفخم السيارات ويبنون أجمل البيوت من مال الدولة ، فهل تخالهم يجلسون مكتوفي الأيدي ؟لا وكلا ،يبحثون ما يسد رمقهم بأي طريقة كانت بغض النظر عن صلاحه وغير ذلك ،لأن القيم الحسنة والأخلاقيات الطيبة لم تغرس فيهم أثناء الدراسة بل المادة فقط.
وهذه الأزمات التي نشاهدها اليوم في ساحاتنا ناتج عن أزمة الأخلاق الذي جاء الإسلام لحلحلته ،فكرس شيوخنا الأجلاء كل ما لديهم من قوة لتعليم الإسلام وغرس الأخلاق في النفوس حتى نجحوا ، من خلال المهمة هذه واجهوا المستعمرون بالسلاح تارة وبالقلم تارة اخرى . تركوا لنا إرثا دينيا غنيا بالأخلاق والقيم. ونحن في القرن الواحد والعشرين تأتي الجاجلة والكذابون الجهلة من هنا وهناك ،يدعون النبوة بهتانا وزورا ،والمبكي أن لهؤلاء الدجاجلة أتباع يؤمنون بدعواهم وأكثرهم من الشباب دون الأربعين الذين كان من اللازم أن يتجاوز وعيهم وثقافتهم تصديق هذه الترهات التي لا أساس لها من الصحة . كما نجد بجانب هؤلاء الأفاكين، أفخاخ همهم الوحيد جمع الأتباع في الرقص والغنى والفجور والمخالطة وغيرها من الأمور المنافية للإسلام وتعاليم الشيوخ الذين ينتمون إليهم. والمؤسف سكوت الخلفاء بهذه الإعتدائات للدين والأخلاق والقيم التي كافح شيوخنا وأجدادنا الأجلاء في ترسيخ جذورها في السنغال.
M. M lo

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى