حوار خاص مع هيكل : مناهج بصائر ومستقبل توطين المشروع في افريقيا
في حوار مع الأستاذ أحمد يحيى هيكل، والذي يعمل مديرا للتسويق في شركة بصائر للاستشارات التربوية والتعليمية، وهو وجه مألوف في السنغال وفي دول غرب إفريقيا وشرقها؛ لحسن اهتمامه بالمناهج التعليمية والكتب الإسلامية التي تصل إلى قارتنا من شركة ”بصائر ” وحسن متابعته للكتاب المدرسي الإسلامي بالعربية لغير الناطقين بها .
والأستاذ هيكل خريج كلية التجارة قسم المحاسبة، وإن كان اختياره للقسم داخل الكلية في بداية المرحلة الجامعية “الاقتصاد والعلوم السياسية” حيث كان قسما جديدا في كليته، لكن تلبية لرغبة أبويه تحول للمحاسبة، كما حصل ضيفنا الأستاذ هيكل على دبلوم معهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية في القاهرة، وهو يفخر بدراسته في هذا المعهد على أيدي أساتذة كبار، ذكر منهم الراحل القدوة أ. عصام الشنطي رحمه الله، ود. عبدالستار حلوجي، ود. أيمن فؤاد سيد، د. محمد حماسة رحمه الله ، وغيرهم، وبعدها التحق بكلية دار العلوم جامعة القاهرة وأتم فيها سنتين ولم يكمل لأسباب خاصة.
التقى موقع “رفي دكار “على هامش حفل التدشين الكبير الذي أقيم في المعهد الإسلامي بدكار بمناسبة وصول ١٤ ألف كتاب مدرسي في المنهج الشرعي إلى بلادنا في إطار التعاون بين وزارة التربية الوطنية وبين شركة بصائر للاستشارات التربوية والتعليمية، فكان هذا الحوار :
أهلا وسهلا أستاذ أحمد في بلدكم الثاني، بداية نرجو أن تحدثنا عن تعاون شركة بصائر مع السنغال ؟
الحمد لله بعد أربع أو خمس سنوات من الشراكة مع وزارة التربية الوطنية السنغالية بوساطة المعهد الاسلامي في دكار ومؤسسة دار الإستقامة ، وبعد سنتين من العمل الدؤوب استطعنا أن نصل إلى إنجاز مناهج المرحلة الثانوية للمدارس العربية والإسلامية، وهنا أتقدم بالشكر للخبراء التربويين في اللجنة الوطنية للتعليم العربي ، ودشن المشروع قبل أيام بحضور المسؤولين ، ويستمر المشروع لاستكمال المناهج الإعدادية والابتدائية أو حسب ما نتفق عليه مع الوزارة؛ كذلك سعينا للتعاون مع كثير من الجهات التعليمية الرسمية في عدد من البلدان مثل : كينيا وغانا وساحل العاج وغيرهما ، ولازلنا في تواصل دائم مع المتخصصين والمهتمين في كل بلد للتعاون في كل ما من شانه فتح مجالات جديدة للعمل، وتقديم أفضل خدمة تعليمية لأبنائنا في كل مكان . ولدينا فرع للشركة في جاكرتا يدير مشروعاتنا في إندونيسيا وجنوب شرق آسيا .
ونتوقع حضورا كبيرا في المستقبل، ولدينا طلبات كثيرة للمناهج ، وهي أكبر من طاقتنا ، ونود التأكيد على أننا شركة غير ربحية تعمل في مجال تطوير المناهج الشرعية للمدارس العربية والإسلامية في دول غير الناطقين بالعربية، ونسعى دائما لتكوين شراكات مع المؤسسات المحلية والرسمية في دول العمل، والتي من شأنها أن تخدم رسالتنا جميعا في الارتقاء بتعليم أولادنا وبناتنا ليكونوا نافعين في مجتمعاتهم ولأمتهم.
وهناك من الأهداف الرئيسة التي نسعى لها: توطين الإنتاج المحلي ، فمن رسالة “بصائر ” التي تسعى لتفعليها التوطين المحلي ودعمه ، ولذلك بدأنا بتنفيذ أعمال الطباعة محليا في بعض البلدان كالسنغال.
هل معنى ذلك أن الكتب المدرسية هذه طبعت هنا في السنغال ؟
اي نعم .. تمت طباعتها في السنغال واستفادت نيجيريا وبنين من الطباعة السنغالية.
في كلمتكم التي تناولتها خلال حفل التدشين ذكرت جملة مهمة وهي أن أبناءنا يستحقون المزيد من الاهتمام و أنه يجب أن نربيهم على منهج الوسطية لنجنبهم كل ما هو غلو وتطرف ؟
نعم كما لا يخفى عليكم نعرف جميعا المراحل التي يمر بها العالم والعالم الاسلامي تحديدا من تحديات، فينبغي أن يشغل المشروع التعليمي مكان الصدارة من اهتماماتنا ، ونحن في “بصائر ” نحمل رسالة واضحة وهي تعليم الناس العلم الشرعي وفق الكتاب والسنة، وبعيدا عن الغلو والتطرف الذي لا يمثل الإسلام.
هل هذه الكتب التي تستفيد منها هذه الدول تباع أم التوزيع مجاني ؟
شركة بصائر للاستشارات التربوية والتعليمية شركة غير ربحية ولسنا مؤسسة وقفية ؛ بمعنى أننا لا نستهدف الربح من الكتب ؛ لكننا نتعاون مع المؤسسات والمدارس المحلية ليكون الكتاب في متناول الجميع، وبما يضمن استدامة العمل وتطوره.
هل لنا أن نعرف المشاريع المستقبلية لشركة بصائر ؟
لدينا عدد من المشروعات المستقبلية التي يمكنها استيعاب مجالات وأنماط مختلفة في التعليم الشرعي ، إلى جانب المدارس الشرعية البحتة، وذلك بعد إجراء بعض الدراسات والاستبانات التي شاركنا فيها عدد كبير من المهتمين بمجال التعليم في أفريقيا وجنوب شرق آسيا وغيرها، ويمكن القول بأن بصائر أصبحت الآن بيت خبرة في مناهج التعليم الشرعي . وهناك مشروعات ستنفذ قريبا من قبل شركة بصائر نعلنها لأول مرة على منبركم الإعلامي هذا ” رفي دكار ” وهي عبارة عن ثلاثة مشاريع :
المشروع الأول “نبراس ” عبارة عن منهج لمدارس نهاية الأسبوع ، أو ما يقابلها في السنغال وغيرها مثل المدارس المسائية ويتم توزيعه على ثلاث مستويات ، وخمسة كتب للمدرسين وخمسة للطلبة ، وتستفيد من هذا المشروع جميع الدول التي نعمل فيها.
المشروع الثاني ” “بينات” وهو عبارة عن منهج للمدارس القرآنية ويستهدف صغار السن بوضع منهج مصاحب للتعليم القرآني بحيث يتعلم الطالب القرآن ويكون لديه منهجا مصاحبا يتعلم عن طريقه الأخلاق الإسلامية وأمور دينه ، و كذلك الامور التي تمكن المدارس القرآنية من بناء الطالب بناءا تربويا وشرعيا ملائما لبيئته ، وتكون هناك ستة كتب للمعلم وستة كتب للطالب.
أما المشروع الثالث فهو مشروع ” التربية الإسلامية ” وقد تسألني ما الفرق بينه وبين المشروعين الأولين فأقول المشاريع السابقة تختص بالمدارس المتخصصة في تعليم العلوم الشرعية البحتة ، أما هذا المشروع فيطبق حتى في المدارس الحكومية ، والمدارس الخاصة والأهلية لأنه يناسب في طبيعته الأوقات المتاحة لتدريس العلوم الشرعية ، وغالبا تكون ساعتين في الأسبوع ، وهو عبارة عن كتاب واحد لكل صف دراسي يجمع بين دفتيه مادة مناسبة من العبادات والمعاملات والأخلاق التي تناسب طبيعة الطالب وتقدم له فوائد شرعية وتربوية ملائمة.
طيب أستاذ أحمد هيكل كم عدد الدول الإفريقية التى تعملون فيها ؟
الحمد لله نحن نعمل في أكثر من 20 دولة إفريقية ولله الحمد ما بين شرق إفريقيا وغربها وبعض الدول القريبة من الجنوب مثل الملاوي ، نحن نعمل من أقصى الشرق في تنزانيا وزنجبار ، إلى أقصى الغرب في السنغال ، والشكر لله تعالى على فضله ، وقد تم هذا كله بالجهد الذي بذله العاملون في هذا المنهج، ودعني أقدم كلمة الشكر لكل من عمل أو ساهم في إنتاج وإخراج مشروع بصائر ، لأن هذا المشروع ولد وخرج قبل أن أعمل فيه وكان لا بد من تحيتهم وشكرهم ، وتقدير جهودهم ونسأل الله أن يجعل كل ما قدموه في ميزان حسناتهم ، سواء من دعم أو نفذ أو تعاون بأي وسيلة ، كل بقدر ما عمل ، لكنها رسالة نكملها خلفا لمن سبقنا، ومرجو أن تنتفع منها الأجيال.
بكم تقدرون عدد الكتب التي وصلت إلى السنغال حتى الآن ؟
الكتب التي وصلت السنغال حوالي 100 ألف نسخة تقريبا وكلها وزعت من خلال بعض الشركاء في الميدان وبعض الجهات المحلية .
تشرفت بهذا الحديث معكم، وشكرا للسنغال وأهلها.