actualite

واضعا حدا للإشاعات.. وزير جزائري يكشف عن كلفة “جامع الجزائر الأعظم” الحقيقية

كشف وزير المالية الجزائري، أيمن بن عبد الرحمن، الكلفة الحقيقية لإنجاز “جامع الجزائر الأعظم” في الجزائر العاصمة، وقال إنها لم تتجاوز 898 مليون يورو.
وفند بالتالي الإشاعات التي رددت طيلة سنوات بأن هذا المشروع كلف الدولة أكثر من ملياري يورو. وقال الوزير في حديث للقناة الإذاعية الجزائرية الأولى: “بعيدا عن كل المزايدات التي قيلت هنا وهناك، فإن التكلفة الحقيقية لبناء هذا المعلم الديني والصرح الحضاري والسياسي (هي) 898 مليون يورو، وليس 3 ملايين يورو”.
ارتبط الجدل والتسييس الواسع النطاق الذي رافق إنجاز هذا المشروع الكبير بتجاذبات اقتصادية وسياسية/إيديولوجية. كان المناهضون لإنجاز الجامع يتعللون بذريعة أن الجزائريين بحاجة إلى إنجاز مستشفيات وجامعات ومرافق عامة مستعجلة، وليس إلى بناء المساجد، مستنكرين إنفاق “أكثر من 2 مليار يورو على جامع”، حسبما روجوا له، فيما رحب المدافعون عن المشروع وردوا بأن مبالغ أكبر بكثير نُهبت وسُرقت وأخرى بُذرت في مشاريع لا طائل منها، وأحيانا وهمية، ولم تُقابل بنفس استنكار ومقاومة مشروع الجامع الأعظم.
في خضم الجدل، ترددت معلومات مفادها أن مناهضة المشروع أطلقتها جهات جزائرية متحالفة مع فرنسا بدفع من باريس، بعد أن فشلت هذه الأخيرة في الفوز بإنجاز المشروع الذي تم إسناده بشكل عام إلى الصينيين وشركات جزائرية.
ومن الناحية السياسية/الإيديولوجية، رأت شرائح واسعة من الجزائريين أن المناهضين للمشروع هم نفس الجهات المعروفة بنفورها، وحتى مناهضتها، للثوابت الدينية الإسلامية للجزائريين.
وفوق كل ذلك، يتضمن مشروع “الجامع الأعظم”، الذي انطلق سنة 2011، شحنة رمزية قوية مرتبطة بماضي فرنسا الاستعماري في الجزائر، لأن الأرض التي بُني عليها كانت تحتضن مؤسسة دينية مسيحية كبيرة بناها الكاردينال الفرنسي لافيجري، بعد احتلال الجزائر خلال القرن الـ19 في إطار مشاريعه التبشيرية الواسعة النطاق في الجزائر ومحاربته المعروفة للإسلام. في هذا السياق الرمزي، نشأ جدل آخر شعبي حول تسمية الجامع حيث طالبت شرائح بأن يُطلق عليه اسم الصحابي، عقبة بن نافع الفهري، الذي فتح الجزائر، فيما رأى آخرون بالاكتفاء بتسميته “جامع الجزائر”.   
بُني “جامع الجزائر الأعظم” على ساحل مدينة الجزائر، ويتربع على مساحة تفوق 27 هكتارا، بمنارة تُعد الأعلى في العالم بـ: 267 مترا، وفق الطراز المعماري الإسلامي بلمساته الجزائرية/الأندلسية، على غرار الشكل المربع للمئذنة. ويتضمن، بالإضافة إلى قاعة الصلاة التي تتسع لـ120 ألف مصل، “دار القرآن”، ومركزا ثقافيا إسلاميا، ومكتبة تتوفر على 1 مليون كتاب وتتسع لـ2000 شخص، وقاعة محاضرات، ومتحفا للتاريخ والفنون الإسلامية، ومركزا للبحوث حول تاريخ الجزائر، فضلا عن المحلات التجارية والحديقة الشاسعة.
من جهة أخرى، يعتبر جامع الجزائر الأعظم حاليا الأكبر في البلاد وفي كامل إفريقيا، وثالث أكبر جامع في العالم، بعد الحرمين الشريفين في مكة والمددينة المنورة، في المملكة السعودية.
المصدر: وسائل إعلام

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى