هل تغلب سلطة الضرائب على السلطة الرابعة ..؟
كتب – شعيبُ بن حامد لوح.
لا يكاد يمر يومٌ منذُ تولي القيادة الجديدة السلطة في السنغال دون وُرود أخبار تخصُّ ضرائب مفروضة على بعض وسائل الإعلام المرئية و المسموعة و المكتوبة، تصل في بعض الأحيان إلى تعليق حسابات بعضها نظرا لعدم احترامها واجب دفع الضرائب على الوجه المطلوب. تأتي هذه الأحداث بعد قرار إتخذه الرئيس السابق ماكي سل في أيامه الأخيرة في السلطة بإعفاء وسائل الإعلام عن دفع ضرائب تقدر ب: 40 مليار فرنك سيفا. وهو قرار لم ينلْ يومئذ إعجاب الرئيس الحالي بشير جوماي فَيْ مرشح الكتلة الأقوى للمعارضة في خِضم انتخابات الرئاسة مارس 2024م.
وقد أكد هذا الأخير أمسِ في لقاء جمع بينه وبين جمعية المُراسلين الشباب بضرورة احترام القانون ودفع الضرائب للمعنيِّين بها، وأنه لن يتراجع في هذا الطريق الذي سلكه. ويبدو في هذا التصريح الواضح أنه غير مستعد أبدًا للرضوخ أمام الضغوط التي تنتشر يوميا في الصحافة.
وقد أحدث تفعيلُ الضرائب لبعض أجهزة الإعلام ردود أفعال واسعة وصفها عدد من الصحفيين بأنها تهديد للصحافة، في حين يعتبرها البعض الآخر انتقاما من الحزب الحاكم ليس إلَّا.
والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم هل هذه الضرائب ستأصل على السلطة الرابعة (الإعلام)، أم ستضعها في موقف نقدٍ ومُراجعة وتقييم لدورها ومسؤوليتها؟
وعلى كل، فإن تسميةَ الإعلام بالسلطة الرابعة خوَّل لبعضهم أن يعتبر هذه الوسائل أداة ضغطٍ ومطية تُركب لتصفيةِ حسابات، وتحقيق مصالح آنية ، بانتهاج قاعدة: الغايةُ تُبرر الوسيلة.
ولا ريبَ أن للإعلام سلاحًا ذو حدَّين باستطاعته توجيه الرأي العام والتأثير في عقول الناس سلبا وإيجابا، وإذا فقد من يرأسه المسؤولية والأخلاقية المهنية صار وسلية هدم وخلق فوضى ، ونشر الأراجيف والإشاعات ، وكان كما يقول مالكوم إكس: “وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض. لديها القدرة على جعل الأبرياء مُذنبين، وجعل المذنبين أبرياء، وهذه هي القوّة، لأنها تتحكّم في عقول الجماهير”.
وهل يستمر بعض وسائل الإعلام على النهج الذي قد عوَّد نفسه عليه من المُراوغة والتلفيق؟ أم سيتفهم الواقع ويتقمَّص المسؤولية ويذعن لمتطلبات وقواعد مهنة الصحافة الشريفة؟
مهما يكن الأمرُ فإن موقفَ الرئيس الجديد واضح كالعيان أمامهم، وموقف الصلابة التي أبداها تجاههم هي أنه: ليس مثل من سبقوه من الرؤساء الذين تخضعهم واجهاتُ الصحف ونشرات الأخبار التي كثيراً ما تُهوِّل الهيِّن وتصغِّر العظيم وتركز على سفاسفِ الأمور يوميا.
ذو الحجة 1446 هجرية.
يوليو 2024 ميلادية.