مابال قوم يفرحون بإذاية الآخرين..؟!
محمد حبيب الله جتر
كثر الكلام هذه الأيام عن صوتيات وفيديوهات سربت إلى شبكة التواصل الاجتماعي ويخص شخصية دينية معروفة ،
وما للناس يتحمسون لهتك الستائر ونشر الفضائح؟!
ألم يسمعوا قوله تعالى: ” إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون “
ألم يعلموا أن ذلك من علامات النفاق وأمارات ضعف الإيمان؟! بدليل قوله عليه الصلاة والسلام: ” يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان إلى قلبه ، لا تغتابوا الناس ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من اتبع عوراتهم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته” .
ألم يعلموا أن الله تعالى حيي ستير يحب الحياء والستر؟!
آه ، آه على ما آلت إليه حالنا اليوم مع وسائل التواصل الحديثة!
يكاد القلب يتفطر ألما وحزنا على واقعنا المعاش:
ناس مغرمون بالعيوب ، يعتدون على الأعراض بلا حدود.
يقول شبيل بن عوف الأحمسي: ” من سمع بفاحشة فأفشاها كان كالذي بدأها”.
وما يدريك يا أيها الهتاك العياب لعل أخاك الذي تذم وتفضح بما تزعم أنه ارتكب وعمل ، تاب إلى ربه وأخلص توبته فتاب الله عليه، وبقي عليك وزر إشاعة الفاحشة والغيبة والنميمة، وأصبحت سببا في وقوع كثيرين في عرضه، وربما كتبت عليك نسبتك المئوية من الذنب في كل مرة يذكر فيها أخوك بسوء.
فالمؤمن- كما قال الفضيل بن عياض- يستر وينصح ، والفاجر يهتك ويعير.
فكن مؤمنا ولا تكن فاجرا. واعتذر إلى أخيك وإلى كل من أصابته سهامك ، وتب إلى ربك ، وابك على ذنبك ، واعلم أنه لو كانت للذنوب رائحة لما جلس أحد إلى أحد .