actualite

العالم الأديب الشيخ الحاج محمد المحمود انيانغ ينتقل إلى جوار الله تعالى

د. سام بوسو عبد الرحمن

استيقظت مدينة طوبى صباح اليوم على نعي أحد قاماتها الفكرية، ومشايخها العظماء، الكاتب والأديب، العلامة الشيخ محمد المحمود انيانغ ابن الشيخ عافية انيانغ أخي الشيخ محمد الفاضل من جهة أمه.
يُعتبر الحاج محمد المحمود من أبرز العلماء الصالحين المثقفين الذين كرسوا حياتهم لخدمة الحضرة الخديمية، وسخروا أقلامهم لنشر فكر الشيخ الخديم ومنهجه القويم؛ فقد عاش قرابة قرن من الزمن أمضاه في العلم والعبادة والخدمة. فبعد تبحره في العلوم الشرعية واللغوية، كتب العديد من المقالات المنشورة، وألف في سيرة الشيخ كتابا قيما سماه النهج القويم في سيرة الشيخ الخديم. وقد وظّف أيضا مقدرته الأدبية في تخليد مآثر أبناء الشيخ الخديم الكرام البررة بقصائد فائقة الجمال والروعة.
ولد عمُّنا الفقيد قبل حوالي عشرة أشهر من انتقال الشيخ الأكبر إلى جوار ربه، أي في منتصف ربيع الآخر سنة ١٣٤٥هـ (أكتوبر ١٩٢٥م) في طوبى، فحظي بشرف عظيم، وهو أن الشيخ الخديم نفسه سمَّاه باسم “محمد المحمود ” وكتب هذا الاسم بيده الشريفة، وقد سرت بركة هذه التسمية على حياته الحافلة.
كان الشيخ محمد المحمود من أصحاب الهمم العالية والإرادة الصادقة، الغرقين في محبة شيخنا أحمد الخديم رضي الله تعالى عنه، كان مشهورا بأخلاقه الحميدة ومعاملته الحسنة. كان شيخا اجتماعا يتسم بالدماثة والتواضع والحلم.
والشيخ انتصب لأمانة سر عدد من خلفاء المريدية، وهم الشيخ محمد الفاضل والشيخ عبد الأحد والشيخ عبد القادر رضوان الله تعالى عليهم، وبفضل ثقافته الواسعة وتمكنه من لغة الضاد وحنكته الدبلوماسية، قام بدور همزة وصل بين الخلافة المريدية والعالم الخارجي لعقود من الزمن، بذل خلالها جهدا كبيرا في تعزيز علاقاتها مع العالم العربي والإسلامي.
وبرحيل عمنا الحاج محمد المحمود انيانغ فقد المريدون والمثقفون عموما اليوم ركنا ركينا من أركان الثقافة والأدب والتاريخ المريدي، رحمه الله تعالى ورضي عنه وتقبل خدمته وبارك في أهله، وسدد خطاهم لمواصلة مسيرته المباركة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى