رسالة إلى الشباب المسلم في السنغال ..
د. خديم امباكي
إن مستقبل الإسلام في هذه البلاد يقع على عاتقكم بعون الله وتوفيقه. فعليكم التزود بالعلم النافع في الدنيا والآخرة. وهو العلم الشرعي المأخوذ من الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة وما يحتاج إليه من العلوم الحديثة. واعلموا ان الاهتمام بالدين لا يتنافي مع الاضطلاع بالمعارف الدنيوية. بل تنافسوا في نيل أكبر قدر منها ولا تتوانوا في استعمال وسائل النبوغ العلمي لأنكم تستحقون بذلك أن تتبؤوا أفضل المناصب في جميع القطاعات فتحققوا بذلك ، على المستوى الوطني، حظكم من الخيرية التي جعلها الله للأمة ككل.
وتخلصوا من بعض رواسب الماضي التي لا تزال تعرقل بعض أبناء الأسر الدينية رغم تناقضها مع مباديء الإسلام الأساسية. ألا وهي التفاخر بالأنساب والتعويل عليها إلى حد التكاسل في الأخذ بوسائل التقدم والرقي.ذلك أن المجتمعات تتطوربسرعة كبيرة. فأصبح النجاح رهن قدرة المرأة على مواكبة هذاالواقع والتكيف معه.
و تذكروا قول المصطفي عليه السلام « طلب العلم فريضة على كل مسلم » وقوله «… احرص على ما ينفعك واستعن بالله» وقوله « من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه » ولا تنسوا أن الأمم، التي تتربع على عرش الاقتصاد العالمي و تتمتع بقوة عسكرية لا تبارى ، لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا بإعطاء العلوم والتكنولوجيا مكان الصدارة في نظامها التربوي. واعلموا أن كل ما حققته أمة من أمم الأرض يمكن لغيرها تحقيقه ، إن استعملت الوسائل نفسها. واعتبروا بحال جمهورية الصين الشعبية التي ضربت مثلا في الثقة بالنفس والاعتماد على الذات لتضييق حدود المستحيل وتحدي من كانوا حتى الآن يعتبرون أنفسهم أفاضل الجنس البشري.
واحذروا من النزاع المفتعل بين الجماعات الإسلامية من صوفية وسلفية لأنه وسيلة تستعمل لضرب الجميع وإضعاف المسلمين. إن الذي أمرنا بالتعايش السلمي مع من يخالفنا في الدين لا يرضى منا ضد ذلك مع من يجمعنا به الإسلام.نعم، عليكم بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والحوار العقلاني المهذب لأن التسامح المطلوب منكم لا يعني التخاذل والتواكل أوترك المجال للمتنافس…
لعلكم تلاحظون معي أن تهميش الإسلام والمسلمين أصبح جزء مما يسمى بمحاربة الإرهاب حتى في بعض البلاد الإسلامية بل يذهب بعضها إلى فتح الأبواب لأطراف أجنبية فتتدخل في شؤوننا لإشعاال فتن عرقية أو طائفية يكون معظم ضحايا من المسلمين. فقفوا صفا واحدا لإحباط هذه المحاولات وكونوا جنودا لوطنكم ولدينكم واحرصوا على كل ما من شأنه رأب الصدع وتحصين الجبهة الداخلية وضمان السلم الأهلي وتحقيق الرخاء والازدهار للجميع.