حوار مع مديرة العلاقات العامة ومسؤولة الشؤون الإعلامية سمية المحمود عن مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن
مشروع «مسام» لتطهير الالغام من الاراضي اليمنية وانطلاق مهامه في اليمن وهدفة:
مشروع «مسام» لنزع الألغام، هو المشروع السعودي الإنساني الذي يعمل على تحقيق الهدف السامي في مهمته الإنسانية بالعمل على تخليص اليمن من الألغام والعبوات الناسفة والذخائر غير المنفجرة المزروعة في مختلف المحافظات والمناطق اليمنية، والتي أودت بحياة الكثير من الأبرياء من الأطفال، والنساء، والشيوخ، والمدنيين العزل، إضافة إلى ما يقدمه من أعمال تستهدف بناء القدرات اليمنية في مجال نزع الألغام.
وللتصدي للتهديدات المباشرة لحياة الأبرياء جراء التعرض للأخطار الناجمة عن انتشار الألغام، إنطلق مشروع «مسام» في منتصف يونيو من العام 2018 تحت مظلة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لنزع الألغام في اليمن بخبرات سعودية وخبراء عالميين وكوادر يمنية دربت على إزالة الألغام بمختلف أشكالها وصورها التي زرعتها الميليشيات الحوثية بشكل عشوائي في الأراضي اليمنية.
وجاء مشروع «مسام» لمساعدة الشعب اليمني للتغلب على المآسي الناجمة عن انتشار الألغام والعبوات الناسفة في العديد من المحافظات اليمنية، فالمملكة العربية السعودية دائما سباقة في المشروعات الإنسانية وحريصة كل الحرص على إعلاء صوت الإنسانية في مناطق عدة في العالم، ومن جهودها النبيلة في اليمن قامت بتسخير مشروع «مسام» لنزع الألغام من هذا البلد الشقيق المنكوب بعلب الموت المتفجرة، وتمكينه من العيش بسلام ويضمن له الأمن والأمان.
وكل ذلك يهدف إلى تطهير المناطق في الداخل اليمني من الألغام الأرضية، والإستجابة السريعة للحالات الطارئة بعد تحديد أماكن الألغام في المناطق المحررة من خلال وضع وتجهيز الخطط التي تساعد الفرق المدربة في عمليات التطهير للأراضي الملغومة، وللسيطرة على الكارثة الإنسانية، وحرصاً على عدم تحولها إلى فاجعة غير مسبوقة في العالم.
كما لا يقتصر عمل مشروع «مسام» على نزع الألغام والعبوات الناسفة بشتى أنواعها فقط، بل يعمل على إتلافها لضمان عدم استخدامها مجدداً، ويسعى بشكل متواصل على تحديث قدراته وتطوير أساليبه في مجال نزع الألغام، رغم إصرار المليشيات الحوثية على تطوير أساليبها لاستهداف أكبر قدرٍ ممكن من المدنيين.
1- الأستاذة سمية حدثينا عن فرق مشروع «مسام» الميدانية، و كيف يتم تأهيل وتدريب الفرق الميدانية ؟
باشر مشروع «مسام» مهام عمله الإنساني في اليمن بتدريب وتأهيل 32 فريقاً هندسياً عبر خبراء دوليين وسعوديين وفرق محلية يمنية وغرفة عمليات مشتركة مع البرنامج الوطني اليمني (يمك)، ويتكون مشروع «مسام» من العديد من الفرق المتمرسة لنزع وتدمير الألغام والعبوات الناسفة من الأراضي اليمنية، تضم ما يزيد عن 550 خبير ونازع للألغام وموظف، يعملون بكل دقة وإخلاص لروح الفريق لتحقيق هدف المشروع السامي بتطهير أرض اليمن من الألغام ، ويدير المشروع الأستاذ أسامة بن يوسف القصيبي المدير العام لمشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام.
ويتم تدريب وتأهيل فرق المشروع بشكل دوري ومتجدد للتعامل مع الألغام بكافة أشكالها وأنواعها واختلاف تصنيعها، وعمل دورات تدريبة وتأهليه بإستمرار في حيثيات التعامل الصحيح مع الألغام الأرضية، كما تم تزويد الفرق الهندسية بأحدث التقنيات في مجال كشف الألغام، بالإضافة إلى أنه يمتلك أحدث الآليات وأجهزة الكشف عن الألغام المطورة بإستمرار تبعاً لإستمرار ميليشيات الحوثي في تطوير الألغام الأرضية التي يقوم بزراعتها في الداخل اليمني.
2- ما هي الصعوبات والتحديات التي تواجه مشروع «مسام» في مهام نزع الألغام في اليمن ؟
نواجه نحن في مشروع «مسام» بعض التحديات كغيرنا من الجهات المختصة في نفس المجال، فإتساع رقعة المناطق التي تعرضت لعمليات زراعة الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة والعبوات الناسفة على مساحات واسعة وبأعداد تصل إلى مئات الآلاف وبغياب تام لخرائط حقول زرع الألغام المزروعة عشوائياً في أماكن مختلفة ومناطق عديدة في الداخل اليمني، تشكل تحدي كبير في عمليات نزع الألغام ،كذلك عامل التضاريس الجغرافية و الظروف المناخية التي نواجهها في عمليات التطهير ونزع الألغام ، وكل هذه العوامل تتطلب عمليات التطهير بجهد عالي و استمرارية حفاظاً على أرواح الأبرياء من خطر الألغام.
ومنذ بداية العمل في مشروع «مسام» في 2018، تشهد الأراضي اليمنية تطورات وعقبات جديدة وحيل في طريقة وأشكال الألغام، إلا أن مشروع «مسام» لا يدخر جهداً في مواكبة هذه التغيرات والتغلب على كل العقبات وهو ما يعتبر تحدي هائل، تواصل فرق مشروع «مسام» إنجازاتها، التي تضعها كل أسبوع أمام الرأي العام العالمي، بين عمليات نزع ألغام وعبوات ناسفة وذخيرة غير منفجرة، إضافة إلى تفجير وإتلاف كل ما يتم نزعه من الأراضي من الألغام والذخائر غير المنفجرة والعبوات الناسفة، لأداء واحد من أنبل الأدوار في اليمن، ألا وهو تطهير المناطق السكنية والمدارس والطرق من الألغام الحوثية، التي تتربص بضحاياها مهما طال الزمن.
3- وماذا عن أنواع الألغام التي يتم التعامل معها من قبل مشروع «مسام» في عمليات التطهير في الأراضي اليمني؟
تتعامل فرق مشروع «مسام» الهندسية مع جميع الألغام الأرضية المتعارف عليها، والألغام المحلية التي تعمل الميليشيات الحوثية على صناعتها في المعامل الخاصة بها، والتي تمت زراعتها بأشكال وصور مختلفة والألغام محلية الصنع و المعدلة و التي يتم تطويرها باستمرار في العديد من المناطق بأحجام وأشكال وأهداف مختلفة ،كما تتعامل مع العبوات الناسفة التي تم تطويرها وتمويهها من قبل الميلشيات الحوثية على شكل أحجار وخرسانات حديدية وغيرها من الأشكال المألوفة والخادعة، والتي نتعامل معها بتقنيات حديثة وبتدريب مستمر للفرق للتعامل مع الألغام المموهة والجديدة والمتطورة بإستمرار، والمزروعة عشوائياً على مساحات واسعة وبأعداد كبيرة.
4 –وكيف تتم عمليات تطهير الأراضي والمناطق من الألغام من قبل مشروع «مسام»؟
يعمل مشروع «مسام» على إزالة الألغام الأرضية بكافة أنواعها وأشكالها المختلفة، وهي عمليات تبدأ في المناطق المحررة من الميليشيات الحوثية التي كانت تسيطر عليها، والتي تهدف بشكل أساسي لمسح هذه المناطق وتأمينها بشكل تام حتى لا تتسبب في كوارث بين السكان المحليين، وتتطلب هذه المرحلة وقتاً وجهداً كبيرين لحرصها على التخلص من جميع الألغام المزروعة، لأنه وبعد إنهاء عمليات التطهير في المنطقة سيعود المدنيين لممارسة حياتهم بشكل طبيعي، ولذا من الضروري تأمينهم من مختلف الألغام الأرضية مثل الذخائر غير المنفجرة والألغام الأرضية التي انتشرت زراعتها بشكل عشوائي وكثيف في كثير من المناطق الحيوية المرتبطة بحياة المدنيين في مساكنهم ومصادر عيشهم ما تسبب في سقوط عشرات الآلاف من الضحايا، كما أعاقت الألغام عودة النازحين إلى قراهم ومزارعهم في المناطق التي تم تحريرها.
وللسيطرة والحد من استفحال الكارثة الإنسانية بسبب الألغام والتي سببت الكثير من حالات القتل والدمار والإصابات والإعاقات الدائمة، يعمل المشروع على قدم وساق بأكبر وقت وجهد ممكن لحرصه على التخلص من الألغام المزروعة في المناطق وإتلافها عن طريق الفرق الميدانية والهندسية التي تقوم بتحديد الأماكن الملغومة بعد الإبلاغ عن هذه المناطق والأماكن الملوثة بالألغام، و الإستجابة السريعة للحالات الطارئة وفرق التدخل السريع ، وتقوم الفرق بعمليات الكشف وتحديد أماكن الألغام الأرضية في المناطق المحررة ومسح الأراضي من الألغام الأرضية، وتطهير المنطقة من الألغام والذخائر التي لم تنفجر والعبوات الناسفة والقيام بعمليات التطهير الشاملة بما يتماشى مع المعايير الدولية المتعلقة بنزع الألغام.
يعمل مشروع «مسام» بعد عمليات التطهير وإزالة الألغام الأرضية بالقيام بعمليات المسح للأراضي التي تم تطهيرها للتأكد من خلو المنطقة بالكامل من الألغام وتكون آمنة وخالية من الألغام الأرضية، عندها يتم الإعلان عن تطهيرها بالكامل وتتم عوده المواطنين لقراهم ومساكنهم وعودة الطلاب لمقاعد الدراسة بعد أن تم تأمينها بالكامل وإعلان خلوها من الألغام الأرضية.
5 – كيف إنجازات مشروع «مسام» و كم عدد الألغام التي تم نزعها في اليمن منذ بداية عمل مشروع «مسام» وحتى اليوم، ونسبة المساحة الجغرافية التي تم تطهيرها من الألغام ؟
تمكن مشروع «مسام» منذ بدأ عمله في اليمن منتصف يونيو من عام 2018 وحتى اليوم من العمل المتواصل بالتصدي لخطر الألغام بالقيام بعمليات تطهير الأراضي اليمنية من الألغام، فقد تمكنت فرقة الهندسية من نزع431,838 لغم وعبوة ناسفة منها 143,266لغماً مضاداً للدبابات و6,458 لغماً مضاداً للأفراد و8,001 عبوة ناسفة بالإضافة إلى 274,113 ذخائر غير متفجرة.
وتمكنت فرق مشروع «مسام» الهندسية من تطهير 54,360,002 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية كانت مفخخة بالألغام والذخائر غير المنفجرة والعبوات الناسفة.
ويبذل مشروع «مسام» قصارى جهده لإنجاح مهمته الإنسانية على الأرض وللحيلولة دون وقوع ضحايا بسبب الخطر الذي زرع تحت الأرض والألغام القاتلة من خلال الإستجابة السريعة لبلاغات المدنيين ووقوع ضحايا لهذه الألغام الأرضية، ولكل من يطلب المساعدة في هذا المجال الإنساني الحيوي في اليمن.
6 – هل تقومون بتوعية المواطنين التي يقوم بها مشروع «مسام» من الخطر الناجم عن الألغام ؟
يعمل مشروع «مسام» على توعية المواطنين من خطر الألغام عبر المنشورات التوعوية من قبل المركز الإعلامي والتحذير من عدم الإقتراب من الأجسام المشبوهة أو العبث ومحاولة تفكيك الألغام مما قد تتسبب بعواقب خطيرة على من يحاول ذلك.
كما يقوم المركز الإعلامي لمشروع «مسام» في اليمن بدوره التوعي والإرشادي في نشر الوعي بين المواطنين في مختلف المناسبات والمعارض التي يشارك فيها المشروع وعرض الصور التوعوية والإرشادية لتوخي الحذر ورفع مستوى الوعي في كل ما قد تسببه الألغام من مخاطر تفتك بحياة الأبرياء.
وقد ساهم مشروع مسام في عودة الحياة الآمنة لكثير من القرى والمزارع وتأمين المدارس وعودة السكان لمنازلهم وممارسه حياتهم بشكل آمن، وكل هذا يتمثل في العمل النبيل والغاية العظمى حتى يعود يمن بلا ألغام.
s.almahmoud@projectmasam.com