برعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي النسخة الثالثة لملتقى الشعر العربي ينعقد في السنغال
تحت رعاية كريمة من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، افتتح ملتقى الشعر العربي في السنغال بنسخته الثالثة، بالتنسيق مع الأستاذ محمد الهادي سال ، وبالتعاون مع إدارة الشؤون الثقافية ونادي السنغال الأدبي .
و يعد هذا الحدث من أبرز الفعاليات الثقافية الأدبية التي تحتفي بالشعر العربي وتجمع بين الشعراء والمثقفين من جمهورية السنغال.
وشهد الملتقى، الذي استمر ليوم واحد، حضور ممثل دولة الإمارات العربية المتحدة بالسنغال السيد “اشرف البلوشي ” بجانب نخبة من الشعراء والأدباء، ، إضافة إلى ممثلين لمؤسسات سنغالية ثقافية وأدبية. هذا وقد تضمنت الفعالية جلسات شعرية برئاسة عريف الأماسي الأستاذ عبد الكريم غاي ، وفعاليات إبداعية تناولت مواضيع متعددة، وقراءات حية لأعمال الشعراء المشاركين، الذين ألقوا قصائد تناولت أغراضا متنوعة مثل الهوية والانتماء والتعايش بين الثقافات.
من بين أبرز جلسات الملتقى، ندوة بعنوان “الأدب العربي السنغالي (الشعر والرواية) بين الواقع والمأمول”، والتي ناقشت تطور الأدب العربي في السنغال وآفاقه المستقبلية. أدارتها الدكتورة بله انيان، المحاضرة في جامعة شيخ أنتا جوب، وشارك في معالجة الموضوع الدكتور محمد انياغ والمفتش عمر لي، حيث تناولا الصعوبات التي يواجهها الأدباء السنغاليون والتحديات التي تعوق انتشار أعمالهم، بالإضافة إلى مناقشة سبل تعزيز حضور الأدب العربي السنغالي على المستويين المحلي والدولي.
وألقى الأستاذ محمد الهادي سال، منسق الملتقى، كلمة شكر فيها حاكم الشارقة وإدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة في حكومة الشارقة بدولة الإمارات على دعمهم المستمر للثقافة والشعر العربي. وأكد أن هذا الدعم كان له الأثر الكبير في نجاح الملتقى وتعزيز العلاقات الثقافية . وأشار إلى أن ملتقى الشعر العربي في السنغال أصبح منصة حيوية لتبادل الأفكار والإبداعات بين الشعراء من مختلف التوجهات الثقافية.
وأعرب الدكتور فاضل غي رئيس نادي السنغال الأدبي عن سعادته واعتزازه باستضافة هذا الحدث الثقافي المهم في السنغال، مؤكداً على أهمية تعزيز الروابط الثقافية بين العالم العربي وأفريقيا من خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تسهم في تبادل الأفكار والإبداع. وقدم شكره لحاكم الشارقة ودائرة الثقافة بحكومة الشارقة على دعمهم الكبير والمستمر للشعر والأدب العربي.
وفي ختام الملتقى وزعت الجوائز على ثلاثة عشر من المشاركين( الشعراء والمحاضرين ) تكريماً لإبداعاتهم ومساهماتهم في إثراء الأدب العربي والأفريقي. وقام ممثل السفارة الإماراتية في داكار السيد أشرف البلوشي بتوزيع الجوائز على الفائزين
وهكذا اختتم الملتقى فعالياته وسط إشادة واسعة من الحضور والمشاركين، مؤكدين على أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات التي تعزز الروابط الثقافية بين العالم العربي وأفريقيا.
يعكس هذا الملتقى روح التعاون والتفاعل الثقافي البناء بين الشعوب، ويؤكد على الدور الريادي لحاكم الشارقة في دعم الثقافة والأدب العربي.
قصائد الشعراء المشاركين
وقد قرأ منسق الملتقى أبياتا مهداة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي:
برهنتَ يا سلطانُ حقّا أنكم
بحرٌ من العرفان والإحسانِ
أهديتَ للأجيال دُرّ معارفٍ
وُزِنتْ من العليا على ميزان
وجذبتهم بشمائلٍ مرموقة
وتتبع لهدايةِ القرآن
وسردتَ في الذات الأبيَّةِ سيرةً
يشدو بها الأعلام في الأكوان
ورفعت راية معجم الضاد التي
أنغامها سحرت ذوي الألحان
فَبِضوء علمك قد هديت ولم تزل
كالبدر في الظلماء للأذهان
لكَ في قلوب المنصِفين مكانة
لا يمتري بعلّوها رجلان
لمَ لا وأنت رحيق مجدك خالص
وتضوعُ منه روائح الإيمان !
ومن بين الشعراء المشاركين الشاعر عبد الأحد انيانغ الذي أطرب الجمهور بقصيدته الجميلة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم:
في أرض مكة حلّ النور توفيقا
ونوّر الحقّ تشريعا وتطبيقا
من طيب طيبة فاح العطر منتشرا
وقد تأرّج في الأرجاء معبوقا
هل يمكن الوصف بالألفاظ مجمل ما
للعطر أم لا يروم الأمر تعليقا
وقرأ علي باه وشنّف الأسماع بنصوص جميلة:
لم آت كي أنتهي لم آت كي أقفا
على الطلول كلَامٍ فارقَ الألِفا
روايةٌ أنا لكن ليس يفهمني
جيلٌ يمرّ كيوميات من خرُفا
فبين تحديد ما صاروا وما حلموا
نهجٌ قويمٌ لعقلٍ يتّقي الخرَفا
لكن ما كان أمي حين تحضنني
تقول إن لم أكنه لا أقول كفى
وجاء بعده الشاعر القدير إبراهيم توري بقصائد الحب والدهشة :
يا ” كُمبَ” طال بيَ العذابْ
أرأيتَ ما بي من خرابْ
ما ضرّ لو خفّفتِ من غُلواء منظرك المُهابْ
سكرتْ به العينان والأحشاءُ والقلبُ المُصابْ
وسمعتُ فيك وفي غرامكَ كلَّ ألفاظ العتابْ
وقرأ السيسيني مصطفى سار قصيدة غزلية رائعة جعلت الجمهور يتفاعل إعجابا :
أحنّ إلى ماضٍ وما فيه من سعد
حنيني إلى ذكراه في القرب والبعد
وتشتاق نفسي كلما مر ذكرُه
أشدّ اشتياق للطفولة والمهد
أيا رسم دار قد تقادم عهدهُ
ومسكن عزّ لا يزال بها عهدي
عن الزمن الماضي وعن كل ما به
أريد حديثا منك أحلى من الشّهد
وقرأ الكجوري الشاعر عباس انغير :
فلما سقاني الصبح كأس عطاسه
تعوذت بالرحمان من شر ما جفا
نظرت إلى الأرجاء هل عشت ثانيا
فقالتْ لي الأرجاء كان مخوّفا
وأذهل الشاعر صالح لوح بقصيدته المذهلة :
في ظلك الممتد رقصةُ سنبلة
ذكرٌ وتسبيح وكأس مثملة
زنداك مزرعتان من أفريقيا
وعلى سوادهما فؤادي زُلزله
أُنجبتِ هادئة ولم تتغيَّري
عُلّمتِ من شفَتيكِ معنى البسمله
وأبدع العاشق إبرهيم الفلدي بنصه الغزلي المدهش :
أمامكِ عاشقٌ ولِهٌ خجولُ
إلى عينيكِ أرسله الدليلُ
وكان رآكِ قبل اليوم شمسا
ونورك شاسع يحميه جيلُ
وكنت أريد أن ألقاكِ لكن
ضياء الشمس في عيني ثقيل
وقرأ مالك الاقتباس الشاعر مالك سك أبيات الشوق والحنين إلى الحبيب المصطفى:
فإليه فليهدي الصبا تسليمتي
وليسقه سحب وهنّ غوادي
يا من يشدّ الى المدينة بلّغن
حبّي لساكنها على الأشهاد
واقر السلام على الحبيب فإنه
نور العيون وبهجة الأعياد
قولوا له إنا تركنا في ” جُلُفْ”
رجلا بذكرك دائم الترداد
واختتم الفعالية الكجوري الشاعر عبد الأحد بنصوص فريدة وإلقاء رائع :
حتى متى برح الجوى وإلى ما
أدعو الحبيب فلا يردّ سلاما
وأتيه في شبَح الخيال مناغيا
أملا يظل الوصل منه حراما
Your point of view caught my eye and was very interesting. Thanks. I have a question for you. https://www.binance.com/es-MX/register?ref=JHQQKNKN