Articles

“`_تعزية لفقيدة المريدية السيدة أم أيمن بركة
بنت ثعلبة المشهورة ب”سخن كد بوسو”

بسم الله الرحمان الرحيم
وبَشِّرِ الصّابِرِينَ الَّذِينَ إذا أصابَتْهم مُصِيبَةٌ قالُوا إنّا لِلَّهِ وإنّا إلَيْهِ راجِعُونَ﴾

الحمْدُ لله الْعظيمِ الْمُتعالِ، وَالصلاةُ والسلام على نبينا محمَّدٍ وآله وصحبهِ ومن تبِعَهم بِإحسَانٍ إلى يومِ الدينِ.
لقد بلغنَا نعيُ الشيخة والمربية الكبيرة المخضرمة ” أم أيمن بركة بنت ثعلبة بوسو(1939/ 2023) المشهورة “بسغن كَدّ بوسو” بنت العلامة ومفتي الديارِ السنغاليةِ الشيخ امباكي بوسو عن عمر يناهز 84 سنة رحمهم الله ورضي عنهم.
فقد كانت سيدةً عفيفَةً زاهدةً عن الحياة الدنيوية وعن زخارفها، مربية الأجيال، ولا غرو، إذ سماهَا والدُها حاضنةَ ومربية رسولِ الله صلى الله عليه وسلَّم.
لقد كانت “السيدة بركة” أعجوبةً يضربُ بِها المثلُ في السخاءِ، كثيرةَ الرمادِ تهدِي وتطعم الفقراء والمساكين، فكانَ بيتُها ملجأ الحائرينَ والضعفاءِ، كمَا أنَّ توزيعها موائد الكَرَم، وأياديها السخية الباسلة طالت إلى جميع الأسر البسوبية والبكية وغيرها.
أما على مستوى المسؤولية وتحمّل المؤون؛ -فحدّث ولا حرج – وقد كانت قدوةً في تربيةِ السيدات المؤمنات تربية صالحة وكأنها ورثت أم أيمن في مهنة الحضانة والتربية والاهتمام بالبنات.
وكانت لها علاقات أخوية وطيدة معَ جميعِ الأسرِ بلا استثناءٍ داخل المريدية، فكأنها أبَتْ إلا أن تكون نسخة مؤنثة من والدها في الاهتمام بشؤون العامة والخاصة، آثرتِ الخمولَ وعدمَ الظهورِ.
وكم من مشكلات عائلية عويصةٍ قامت بحلّها سرّا، والواقعُ، كأنها قد بُليت بلاءً حسنًا فِي إصلَاحِ ذاتِ البين كَوَالدِهَا.
فقد كانتْ بالغةً مبلَغًا عظيمًا في حبهَا عن أبيها الشيخِ امباكِي بوسو، كما هوَ حالُ جميعِ أنجاله، والسيدة كانتْ غارقةً في بحر حبِّ والدها رغمَ قصر الفترة التي عاشها معه، إلا أن تلك الفترة طُبعت في ذاكرتها، وكانت تحكي قصص أبيها لزائريها؛ لأنَّ الوالدَ الكريمَ هو من لقَّنَها أوَّلَ حروف الهجاء، ولعلها نالت شرف كونِها آخرَ من تعلم منْه، وكانت بركة كاسمها رضي الله عنهمَا.
وكما عاشت في بيئة أخرى أقل ما يقال عنها أنهَا تختلف تماما مع البيئة الكدوية في أكثر من جوانب، يتيمةً فقدتْ أبَاهَا وهيَ في سنٍّ مبكرة، إلَّا أنَّ كلَّ تلكم الأسباب الإلهية لم تمنعها من التثبت وتثبيت قَدَمِها راسخة على خُطى والدها وشيخها الأبر أينما حلّت وارتحلت. فتلك شنشة كريمة أعرفها من أخزَم !
وإذا كان ينفع للميت دفنه بجوار أولياء الله الصالحين، فلا أرى ولا أظن أن هناك مَن يستحق أكثر مِن شيخنا العلامة الحاجِ امباكي بوسو وأنجاله البررة – رحمهم الله ورضي عنهم أجمعين – الذين يرقدون في هذه البقعة المباركة (كد). وذلك تحقيقا لِأمنيتها الغالية.
نَمي وقرّي عَيْنًا أيتُها “السيِّدَةُ بَرَكَةُ المُباركة “جنب الوالد والإخوة والأخوات والجدة عزيزة مكرّمةً.
نعزي الأمة الإسلامية عموما وللطريقة المريدية خصوصا بهذه الفقيدة، وبصفة أخص الشيخ الخليفة وحامي الحضرة الكدوية سيدَنَا عمر، عمَّرَه الله سنينًا طوالًا، كمَا لا ننسى تعزية ابنتها الباسلة السيدة “جملية امباكي” بهذا المصاب. إنا لله وإنا إليه راجعون.

كد بص/ طوبى، الخميس 18 ربيع الثاني هـ/ 02 نونبر2023م_“`

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى