Culture

جريدة “الشعب” الموريتانية تحاور “أ.فاضل غي” رئيس النادي الأدبي السنغالي

اجرت جريدة الشعب المورتانية الرسمية حوار ا صحفيا مع الاستاذ “فاضل غي” رئيس النادي الادبي السنغالي المدير العام لموقع “رفي دكار”، وهذا نصها:

1 — ما هو شعوركم وأنتم تزورون موريتانيا ضيوفا على مهرجان بيت الشعر الأدبي، وقد انطبع في ذهنكم ارتباط هذه البلاد ؟

لا اخفيكم سرا أن هذه هي الزيارة الأولى التي اقوم بها لدولة موريتانيا الشقيقة ، ورغم ذلك ظلت موريتانيا مرتبطة عندي بالثقافة والفصاحة والكرم والشهامة ، ولا شك اني كنت سعيدا ومحظوظا بمثل هذه الزيارة وانا أحتفي مع شعراء موريتانيا في “بيت الشعر” بمهرجان انواكشوط للشعر العربي، وطبعا ليس من الصدف ان يكون للشعر في موريتانيا قيمته وقوته وجودته، فقديما عرفت موريتانيا ببلاد مليون شاعر.

2 — هلا حدثتمونا عن الساحة الثقافية العربية في السينغال الشقيق ؟
كما هو معروف فإن السنغال بلد إفريقي ملاصق او هو بوابة إفريقيا باتجاه الوطن العربي ، ومنذ دخول الاسلام الى البلاد وإلى اليوم كان للغة العربية حضورها ودورها في تشكيل الثقافة، وحين نتكلم عن الشعر تحديدا فقد اشتهر في التاريخ السنغالي شعراء كبار لا على المستوى الشعري فقط بل وكانوا علماء ودعاة الى الله سبحانه وتعالى ، شكلوا البذرة الأولى لما يمكن ان يسمى الشعر السنغالي المكتوب بالعربية ، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ عمر الفوتي ، والشيخ أحمد بمبا والحاج مالك سي ، والشبخ ابراهيم انياس، وفي الحاضر برز جيل جديد من الشعراء جسدوا مدارس الشعر الحديث ، وابدعوا في مختلف الأغراض والفنون الشعرية والأدبية وانتشر شعرهم وتألق ، وكان ابرز حضور دولي للشعر العربي السنغالي ذلك الحضور المتميز لشعراء في مسابقة أمير الشعراء ومسابقة شاعر الجامعة بالمملكة العربية السعودية، وغير ذلك ، وفي نادي السنغال الأدبي الذي أتشرف برئاسته نحتضن شعراء وشاعرات من كلاسيكيين وحداثيين وروائيين ، وكذلك حركة التأليف في مختلف المجالات الدينية والثقافية أصبحت نشطة في السنوات الأخيرة من المواهب الشابة ، ويمكننا القول بأن السنغال يعيش صحوة ثقافية أدبية واضحة.

3 — هل من حديث عن منجزكم الأدبي ومشاريعكم في ذلك المنحى؟

نعم… يشكل العمل من أجل خلق مناخ ادبي عربي في السنغال إحدى اهتماماتي وطموحاتي، وهو ما تحملت مسؤوليته بتكليفي من طرف شعراء وكتاب السنغال برئاسة نادي السنغال الأدبي ، وهي مهمة تتطلب مني التحرك في اكثر من اتجاه، وقد نجحنا بفضل الله من خلال هذا النادي في تحقيق جملة من الأهداف من ضمنها خلق بيئة لتشجيع المواهب الأدبية واحتضانها.
وأشرفت على تأسيس مجلة ثقافية باللغة العربية منذ عقدين من الزمن وهي الوعاء الثقافي الناطق بالعربية في السنغال الذي ظل صامدا رغم التحديات التي تعاني منها الصحافة المكتوبة بالعربية في دولة فرنكفونية مثل السنغال ، كما أنشأت منذ سنة موقعا إخباريا باللغة العربية أطلق عليه إسم “رفي دكار” نحرص من خلاله على تقديم الخبر باللغة العربية، ونشر المقالات وتحفيز الكتاب السنغاليين على النشر، أي حاولنا ان نقدم لعشاق العربية في السنغال وبلدان إفريقية خدمة إخبارية ثقافية شاملة تساعد على تطوير القدرات اللغوية وتنمي الثقافة العربية.

4 — غني عن القول مدى عمق الوشائج الثقافية والإجتماعية التي تربط بين ضفتي نهر السينكال؛ تلك الوشائج التي ساهمت في إثراء الحياة الثقافية، ما ذا تقولون في هذا الصدد؟
لا شك ان الذي يتابع العلاقات بين السنغال وموريتانيا يدرك ان اهم رافد ورافع لهذه العلاقة هو الجانب الثقافي والديني ، فقد قال الشيخ ابراهيم انياس ان السنغال وموريتانيا شعب واحد في دولتين، وهذا فعلا هو الواقع ويعكسه الحضور الثقافي والتعايش بين الشعبين ، فنحن نرى في كل المواسم الدينية تبادل الزيارات من خلال عبور آلاف الزوار بين الضفتين ، وهو ما يجسد الترابط الروحي الذي ترعاه الطرق الصوفية ، إلى جانب العلاقات السياسية والدبلوماسية المتميزة بين القيادتين .

5 — ما هو تقييمكم لما اطلعتم عليه من الساحة الشعرية الموريتانية؟
الساحة الشعرية الموريتانية غنية عن التقييم فقد قرر النقاد أن موريتانيا بلد يستهلك الشعر وينتج الشعراء ، ولا شك ان الشعر الموريتاني تجاوز مرحلة النضج ومواكبة الزمان ، فحين نتأمل مستوى حضوره في المسابقات الأدبية نجد ان الشعر الموريتاني يسيطر على كل المنابر، ولا شك ان زيارتي هذه مكنتني من الاطلاع عن قرب على جودة الشعر وكثافة رواده ، وقد فوجئت وبهرت بالحضور المكثف في الحفل الافتتاحي للنسخة السادسة لمهرجان انواكشوط ، وخاصة حضور المراة الموريتانية كمنتجة ومستهلكة للشعر العربي

6 — هل من كلمة تودون قولها في ختام هذا اللقاء؟
اشكر جريدة الشعب على اهتمامها ومتابعاتها لمثل هذا الحدث الثقافي الشعري ، كما أنتهز الفرصة لأشكر القائمين على بيت الشعر على حسن تنظيم هذه الدورة ، واهنئهم على ما وصل إليه الشعر الموريتاني منذ أن احتضنه “بيت الشعر” برعاية حاكم الشارقة الدكتور سلطان القاسمي من خلال الدائرة الثقافية بالشارقة ، وحقيقة لاحظت أن بيت الشعر يعتبر ماوى آمنا للشعراء والمبدعين ، وميدانا فسيحا للتعاطي مع الشعر وتنمية المواهب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى