معارك “تيغراي” الإثيوبية تستنفر السودان.. عشرات الجنود والمدنيين عبروا الحدود هرباً من الحرب
- نقلا عن اناضول
عبر آلاف الإثيوبيين إلى داخل الأراضي السودانية هرباً من المعارك الدائرة في إقليم تيغراي الإثيوبي المتاخم لولايتي القضارف وكسلا السودانيتين، على ما أفاد مسؤول سوداني، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، الثلاثاء 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
بينما ذكرت وكالة الأناضول أن 30 جندياً إثيوبياً على الأقل إضافة إلى عدد كبير من المدنيين، عبروا الحدود تجاه السودان، هرباً من المعارك الجارية في إقليم تيغراي شمالي إثيوبيا.
هروب مدنيين وعسكريين: نقلت وكالة أنباء السودان (رسمية) عن شهود عيان قولهم إن “جنود من إقليم أمهرة المجاور لتيغراي هربوا باتجاه ولاية القضارف السودانية (شرق)، مساء الإثنين”.
أضافت أن مسؤول عسكري سوداني -طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث للإعلام- قال إن الجنود الإثيوبيين “سلموا أنفسهم وأسلحتهم وطلبوا الحماية مع احتدام القتال عبر الحدود”، حسب المصدر ذاته. كما أشار إلى إرسال السودان أكثر من 6 آلاف جندي إلى الحدود.
في السياق، كشفت الوكالة عن عبور “عدد كبير” من المدنيين الإثيوبيين أيضاً إلى السودان، مساء الإثنين، باتجاه منطقة اللقدي الحدودية، شمال شرقي القضارف.
فيما ازداد توافد اللاجئين الإثيوبيين إلى السودان مع احتدام المعارك في منطقة الحميرا الإثيوبية (مجاورة لمنطقة المتمة السودانية).
إذ قال السر خالد، مدير مكتب معتمدية اللاجئين السودانية في مدينة كسلا الحدودية، لوكالة الأنباء الفرنسية الثلاثاء: “منذ الأمس واليوم (الإثنين والثلاثاء) عبر إلى منطقة حمداييت السودانية بمحاذاة ولاية كسلا ألفا إثيوبي نقوم بإجراءات حصرهم وتسجيلهم، وفي منطقة اللقدي بمحاذاة ولاية القضارف عبر الإثنين 500 شخص من بينهم عسكريون”.
تقدم القوات الحكومية: من جهة أخرى، قالت وسائل الإعلام الرسمية الإثيوبية، الثلاثاء، إن القوات الاتحادية سيطرت على مطار في منطقة تيغراي شمال البلاد خلال هجوم على القادة المحليين الذين تحدوا سلطة رئيس الوزراء آبي أحمد في الوقت الذي دعا فيه الاتحاد الإفريقي إلى وقف إراقة الدماء.
إذ قُتل المئات في الصراع المتصاعد الذي يخشى البعض إمكانية انزلاقه إلى حرب أهلية في ظل العداء الشديد بين عرق تيغراي وحكومة آبي أحمد المنتمي لعرق أورومو الذي يشكل أغلبية سكان إثيوبيا.
قالت قناة فانا التلفزيونية إن تشكيلات من قوات تيغراي استسلمت خلال الاستيلاء على مطار حميرا بالقرب من الحدود مع السودان وإريتريا في حين سيطر الجيش أيضاً على طريق يؤدي من البلدة إلى الحدود السودانية.
بينما نشرت وكالة الأنباء الإثيوبية صوراً قالت إنها لجنود اتحاديين تدعمهم قوات من منطقة أمهرة المجاورة في المطار. لكن مكتب الاتصال التابع للحكومة المحلية قال نقلاً عن تلفزيون تيغراي إن سكان حميرا يحيون حياتهم العادية وذلك دون أن يعلق على وضع المطار.
“أوقفوا العمليات القتالية”: من جهته، دعا الاتحاد الإفريقي إلى محادثات سلام ووقف إطلاق النار. وقال في بيان: “يدعو رئيس الاتحاد الإفريقي (موسى فقيه محمد) إلى الوقف الفوري للعمليات القتالية ويطالب الطرفين باحترام حقوق الإنسان وضمان حماية المدنيين”.
يقول الجانبان إن طائرات حربية قصفت مخازن أسلحة في حين قال عمال إغاثة ومصادر أمنية إن قتالاً عنيفاً يدور على الأرض. وقالت مصادر عسكرية وأمنية في جانب القوات الاتحادية إن 500 قُتلوا من قوات تيجراي كما قُتل مئات من الجيش الوطني.
وسط نداءات من الأمم المتحدة وغيرها لإجراء محادثات، نفت المتحدثة باسم آبي أحمد تلميح بعض الدبلوماسيين إلى أنه يتجاهل جهود الوساطة ويعرض للخطر استقرار منطقة القرن الإفريقي الفقيرة والمضطربة.
قالت المتحدثة بيلين سيوم لرويترز: “رئيس الوزراء لا يرفض (دعوات) أحد. لقد أقر وعبر عن امتنانه للمخاوف التي بدت”. وأضافت: “مع ذلك، إثيوبيا دولة ذات سيادة وستتخذ حكومتها في النهاية قرارات لصالح البلاد وشعبها على المدى الطويل