موقف السنغال الثابت والداعم للقضية الفلسطينية
بقلم أمير جماعة عباد الرحمن / الشيخ عبد الله لام
بمناسبة انعقاد الندوة الوطنية الافتراضية التي عقدها التحالف الوطني لدعم القضية الفلسطينية بتاريخ 18 يوليو 2020عبر تطبيق (زوم) والتي شاركت فيها قوى وطنية إسلامية، من جمعيات إسلامية وطرق صوفية ، وشخصيات وطنية وعالمية. كان من بين الموضوعات التي تناولتها الندوة:
مقدمة:
لقد اتخذ الشعب السنغالي موقفا ثابتا من القضية الفلسطينية بعد الاستقلال إدراكا منه بشرعيتها ومصداقيتها ووعيا منه بمركزيتها وأهميتها الدينية والسياسية واندراجها ضمن مبدأ رفع الظلم والحيف عن الشعوب المستضعفة التي رزخت وترزخ تحت الاحتلال، وسعيا منه لتصفية الاستعمار بكافة أشكاله و وسائله؛ حفظا للسلم والأمن الدوليين.
وتناغمت مواقف أطياف الشعب السنغالي على تنوعها وقوفا مع الحق الفلسطيني التاريخي والشرعي، مما جعله من الحقائق التي لا تقبل النقاش.
أولا: موقف الحكومة السنغالية :
ا) استحضار المبادئ التي تقوم عليها السياسة الخارجية السنغالية: من خلال :
- تمكين القيادات السياسية الفلسطينية من الحركة والتواصل مع العالم الخارجي عبر منح جوازات سفر سنغالية وتسهيل السبل المتاحة للعمل النضالي الفلسطيني من أجل التحرر والاستقلال منذ السبعينات من القرن المنصرم.
- استقبال السفارة الفلسطينية فوق الأراضي السنغالية في وقت مبكر من الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، والشروع في العمل الدبلوماسي الرسمي منذ 1975.
- قطع دكار العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني عقب حرب حزيران 1967 ولم تعد التطبيع معه
إلا مع حلول عام 1995 بعد اتفاق أوسلو.
ب) على مستوى الدبلوماسية المتعددة الأطراف:
1) على مستوى الأمم المتحدة:
لم يعد خافيا على أحد رئاسة داكار للجنة الحقوق الفلسطينية غير القابل للتصرف في الأمم المتحدة منذ 1975، ولم يمنع التغريب النخبة الواعية من الالتفاف ومناصرة القضايا العادلة في المحافل الدولية.
ولا يزال العالم يذكر موقف السنغال بمجلس الأمن الذي أدان أعمال إسرائيل الاستيطانية العدوانية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بصدور قرار 2334 في سابقة من نوعها، بتاريخ 23/12/2016، وهو قرار تاريخي تم تمريره بمجلس الأمن من غير أن يطيح به الفيتو الأمريكي.
وكانت الكارثة والمصيبة العظمى زيارة وزير الخارجية آنذاك ” سيديكي كابا” للقدس تحت حماية إسرائيلية بعد التطبيع السنغالي مع العدو.
2) على المستوى الجهوي
ـ منظمة المؤتمر الإسلامي 1991 حيث كانت القضية الفلسطينية وقياداتها حاضرة بقوة في المؤتمر.
ـ منظمة التعاون الإسلامي : الاستمرار على النهج الرسمي في تبني الشأن الفلسطيني إسلاميا وعالميا.
ـ على مستوى الاتحاد الافريقي:
ترحيب السنغال بحضور القيادة الفلسطينية منذ عهد منظمة الوحدة الإفريقية (الاتحاد الإفريقي حاليا) ضيف شرف في القمم الإفريقية و إلقاء الخطب أمام زعماء القارة، ومشاركتهم رؤية فلسطين الاستراتيجية والسياسية للصراع في منطقة الشرق الأوسط وتعزيز العلاقات الثنائية مع الدول الصديقة.
و للتذكير فإن الاتحاد الإفريقي يأخذ بمبدأ حل الدولتين وفقا للشرعية الدولية.
ثانيا: ـ موقف البيوتات الدينية قديما وحديثا:
ـ الارتباط الوجداني والعاطفي بالأماكن المقدسة زيارة ومتابعة.
ـ الدعم المادي والمعنوي .
ـ دعوة الخليفة العام للطريقة المريدية شيخ سيدي مختار امباكي لقراءة القرآن في المساجد يوم الجمعة؛ والتوسل به بأن يرفع الله المحنة عن أهل فلسطين.
ـ إحياء اليوم الإفريقي لنصرة القدس بمدينة كاولاخ بمباركة وطنية ودعم رسمي.
ثالثا: ـ موقف الجمعيات والشخصيات الإسلامية :
- بث الوعي في نفوس الجماهير وربطها بأمهات القضايا الإسلامية.
في عام 2000م – : دعت جماعة عباد الرحمن ليوم تضامني مع الشعب الفلسطيني حضره كل من السفير الفلسطيني والسلطات الحكومية، وجمع مبلغ مالي وتبرعات أخرى.وقد حضره آلاف السنغاليين.
- قيام بعض الأفراد بتنظيم يوم تضامني لمناصرة القضية الفلسطينية بمقاطعة ( امبور ) القريبة من العاصمة..
- مطالبة التحالف الوطني لدعم القضية الفلسطينية الدولة السنغالية بقطع العلاقات مع إسرائيل.
- السنغال عضو في الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، و ائتلاف غرب إفريقيا لنصرة القدس وفلسطين،
- في عام 2019 ـ تبرع الجناح النسوي لجماعة عياد الرحمن بمبلغ مالي لصالح شقيقاتهن الفلسطينيات.
- رفض كل أشكال تصفية القضية المركزية للمسلمين وصولا إلى آخر المحاولات فيما سمي : صفقة القرن مع الرئيس الأميركي الحالي الذي أراد من القدس أن تكون عاصمة أبدية للشعب اليهودي.
ـ تأييد المقاومة بأساليبها المختلفة والمشروعة باعتبارها حقا لا مساومة فيه ولا يمكن التنازل عنه واعتبار أي محاولة للصد عنه أو وصفه بالإرهاب جريمة لا تغتفر في حق شعب مظلوم عانى الإرهاب الصهيوني ولا يزال.
- دور كل من المرحومين: سيدي الأمين نياس والوزير محمد بامبا انجاي في القضية .
ـ موقف المجتمع المدني السنغالي.
- التنديد والشجب لما يحصل للفلسطينيين من وحشية إجرامية ولمأساة الشعب المحتل.
- تسخير السفير الفلسطيني كل المنابر الإعلامية الناطقة بالعربية في إطار الدبلوماسية الموازية تكاملا مع الدبلوماسية الرسمية.
ـ توقيع اتفاقية توأمة بين بلدية تياس وبلدية الخليل، وهي أولى اتفاقية من نوعها تجمع بين البلدين.
اقتراحات:
ـ تكريم – ولو رمزيا – لوزير الخارجية الذي اتخذ قرار إدانة السلطة الإسرائيلية.
ـ إنشاء” مبادرة قناديل القدس” لصالح أهالي فلسطين.
ـ توظيف المؤاخاة على أوسع معانيها بشكل معاصر.
ـ دعم انتشار اللغة العربية في الدول الإفريقية رسميا وأهليا ضمانا لبناء جسور التواصل والتفاهم ورهانا لكسب أنصار جدد للقضية الفلسطينية على المدى المتوسط والبعيد؛ بما في ذلك توظيف السباق المحموم على إفريقيا
والله ولي التوفيق