مفتي الهند يعزي ماليزيا في وفاة الشيخ عبد الله بدوي : ماليزيا يفقد شخصية جمع بين حسن السياسة والحكمة والدين

بقلوب يملؤها الحزن والأسى، تلقينا نبأ وفاة رئيس الوزراء الماليزي الأسبق عبد الله بن أحمد بدوي، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد مسيرة حافلة بالعطاء والعمل في خدمة وطنه وأمته.
لقد كانت لي علاقة شخصية بالفقيد رحمه الله، وكنت شاهدًا على ما اتسمت به شخصيته من نموذجية ورفعة خلق، فقد كان من أبرز القيادات السياسية في ماليزيا لسنوات طويلة، وترك بصمات واضحة في مسيرة البلاد، ليس فقط على المستوى السياسي، بل في الجانب الديني والروحي أيضًا. لقد كان رحمه الله معروفًا باهتمامه الكبير بالشؤون الدينية، وتقديره العميق للعلماء والسادة، وحرصه المستمر على حضور مجالس العلم واللقاءات الروحية.
ومن أبرز ما يُذكر له، مساهمته الكبيرة في دعوة عدد من كبار القادة المسلمين إلى ماليزيا، ومن بينهم الشيخ عفيف الدين الجيلاني، حيث حرص على أن يجعل قيادتهم الروحية متاحة للناس، وأن يُحيي بها القلوب والعقول في وطنه.
وقد التقيت بالفقيد في مناسبات عدة، وكان ذلك في الغالب في تلك المجالس العلمية والروحية التي كان يحرص على حضورها، متواضعًا، منصتًا، ومتفاعلًا بكل محبة وإخلاص.
وبفقدان عبد الله بن أحمد بدوي، تخسر الساحة الماليزية والعالم الإسلامي شخصية مثالية جمعت بين السياسة والحكمة والدين، وأعبر عن حزني العميق وتعازيّ القلبية إلى الشعب الماليزي الكريم، وإلى أفراد أسرته وأصدقائه ومحبيه.
أسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يتقبل أعماله الصالحة، ويمنّ عليه بالسعادة في الحياة الآخرة، ويسكنه فسيح جناته.
إنا لله وإنا إليه راجعون
فضيلة الشيخ أبوبكر