
لماذا الإنزعاج بالوشاح الفلسطيني يا سيادة رئيس البرلمان ! ؟
فاضل غي
ازدواجية المواقف والتهرب من تبعة الانحياز إلى الصواب أمور باتت تفوح في الأفق من أعضاء مؤسسات الدولة في النظام السياسي الجديد ، وكان من المنتظر في الحقيقة أن يضرب الشباب الذين اخترناهم وانتخبناهم في الانتخابات الرئاسية قبل التشريعية لتسيير أمر الدولة السنغالية ويمثلوا إرادة الشعب في البرلمان أروع الأمثال في إحقاق الحق وتفنيد الباطل ، وما أظن أن أحدا يشك في الدور الرائد للسنغال في المناصرة والدفاع عن فلسطين المحتلفة منذ أكثر من نصف قرن ، السنغال ومعها عدد كبير من دول إفريقيا قطعت علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل في عام ١٩٦٧ ، والسنغال ترأس اللجنة المخصصة للدفاع عن الحقوق غير القابلة للتصرف للفلسطينيين في منظمة الأمم المتحدة منذ عام ١٩٧٥ ،
ثم إن السنغال هي الدولة التي منحت لأبي عمار الرئيس ياسر عرفات جوازا دبلوماسيا سنغاليا ،وفتحت لمنظمة التحرير الفلسطينية مكتبا في قلب مدينة دكار ،
فبلادنا بشعبها وقياداتها الدينية وجمعيات المجتمع المدني تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني بنصرة قضيته العادلة ، وتندد باستمرار غطرسة الآلة العسكرية الإسرائيلية الغاصبة ضد هذا الشعب الأعزل الذي يضطهد ويقتل ويشرد منذ ١٩٤٨ .
فلا نرى من الحكمة والحنكة السياسية ومجاراة لموقف الحكومات السنغالية المتعاقبة والشعب السنغالي ما قام به رئيس البرلمان السنغالي من الإنزعاج بالوشاح الفلسطيني الذي وضع النائب البرلماني صالح انجون على رقبته أثناء وقوفه أمام زملائه النواب متحدثا عن ميزانية 2025 ، والغريب أن الحاج مالك نجاي رئيس نفسه ،وفي محفل كبير خارج السنغال وقف مدافعا عن فلسطين ومنددا بحرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل في غزة منذ أكتوبر ٢٠٢٣ ، ونتساءل يا سيادة الرئيس ماذا تغير ؟
أليس من حق نوابنا تحت القبة البرلمانية التعبير عن موقف الشعب الذي انتخبهم ليمثلوه داخل الجمعية الوطنية ؟
أم أن هناك بندا من بنود اللوائح الداخلية في البرلمان السنغالي يمنع إظهار موقف التضامن مع شعب مظلوم مضطهد يشرد ويباد على مرأى ومسمع المجتمع الدولي ولا حرج ؟
أنسيت يا رئيس برلماننا أن معالي رئيس الوزراء عثمان سونكو شارك – ولأول مرة في تاريخ السنغال – في وقفة احتجاجية نظمها التحالف الوطني لنصرة القضية الفلسطينية ضد حرب الإبادة التي يتعرض لها أبناء غزة ؟
و ألقى معاليه يومها خطابا صريحا موجها إلى نتنياهو ليكف عن الهمجية والغطرسة ضد الشعب الفلسطيني
إن هذا العالم الذي نعيش فيه لا تنتشر فيه العدالة والسلم ما دامت المصالح تقدم على الحريات الأساسية وحقوق الإنسان، لن تستقيم سياسات دولنا ما دمنا نستسلم لضغوطات الدول الداعمة لمخططات الصهيونية العالمية،وما دمنا نذعن لإملاءات مؤسسات النقد العالمية.