في لقاء خاص مع مدير عام مجموعة “رفي ” الإعلامية السنغالية فاضل غي : يجب تغليب مصلحة السنغال على كل الاعتبارات السياسية
فاضل غيي : يجب تغليب مصلحة السنغال على كل الاعتبارات السياسية والحزبية الأخرى
- حوار تيرنو بشير –
من أصعب المهام ، أن تقترب ممن هو يتقن مهنته الى درجة الاحتراف ، محاولا تقليده.
هذا ماحدث لي بالضبط حينما فكرت إجراء حوار صحفي مع عمالقة الصحافة العربية في افريقيا عامة، وفي السنغال خاصة.
لقاءنا اليوم مع مدير عام ” رفي ” السنغالية ورئيس نادي الادبي السنغالي الصحفي والاعلامي البارع الاستاذ فاضل غي السنغالي.
بداية هل من الممكن أن تقدّم نفسك للقراء ؟وكيف كان بدايتكم مع العمل الصحفي؟
أهلا وسهلا ، أرحب بكم وبمتابعي موقعكم االمبارك اسمي فاضل غي
، واحد من آلاف السنغاليين والأفارقة الذين يحملون هم نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية ، والحفاظ على التراث الإفريقي الأصيل ، والسعي الى نشر ثقافة الوحدة والتعايش السلمي ..
فأنا صحفي أتخذ الصحافة مطية ومنبرا لنشر القيم التي ذكرناها.
أمّا بدايتي مع الصحافة لم تكن سهلة..لأنني خضت معركة حامية الوطيس ضد صحافة فرنكوفونية علمانية التوجه من أجل خلق صحافة سنغالية ناطقة باللغة العربية..
لم تكن هناك وسائل معينة ولا جهات داعمة.. وكنت أعتمد على راتبي الشهري كموظف ، وعلى شريكة حياتي التي تعلمت الطباعة على الآلة الكاتبة في ذلك الوقت وسرعان ما أتقنتها .. وصدقني قضينا شهر العسل بعد زواجي منها بين القص واللصق..بين البيت والمطبعة.
انت كصحفي واعلامي ناجح، ولكم شهرة واسعة جدّا محليا و دوليا ، كيف وصلتم الى كلّ هذا ؟ وما هي الشروط الاساسية ، والمقومات التي يجب أن تتوفر في الصحفي الناشئ ليصبح صحفيا ناجحا أو مشهورا ؟
أعتقد أن من أوجب الواجبات بالنسبة للصحفي الناشئ هو أن لا يتسرع وأن يتحرى الصدق ، ويضع نصب عينيه حقيقة مفادها أن الصحافة والإعلام سلاح ذو حدين.. تستطيع الصحافة أن تصلح الكثير، لكنّها في الوقت نفسه تستطيع أن تفسد وتدمّرإذا اسيئ استخدامها.. وأنا دائما في ممارستي مهنة الصحافة جعلت الآية الكريمة “( إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين”) .
ثم إن مهنة الصحافة تفتح للصحفي المحترف بابا لعلاقات واسعة مع كبار الشخصيات والهيئات الحكومية والمنظمات الكبرى ، وعليه- الصحفي- أن يظل متمسكا بمبادئ المهنة ، ويحترم ميثاق الشرف الصحفي.
مما لايختلف فيه اثنان أنكم قد أجريتم الكثير من اللقاءات الصحفية الهامة والشائقة ، مع شخصيات عظيمة وعلماء أي من هذه اللقاءات كانت مميزة ؟
أحب لقاء صحفي الى قلبي أجريته مع كبار الشخصيات هو حواري عام ٢٠٠٥ مع وزير خارجية السنغال شيخ تيجان غاجو.
وسبب تميّز هذا اللقاء أنه كان انتصارا للصحافة السنغالية الناطقة بالعربية من الصحافة الفرنكوفونية السنغالية ، وكان اللقاء في” باكو ” عاصمة أذربيجان ، وكان اجتماع وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الاسلامي .
كان للسنغال انجاز دبلوماسي كبير في ذلك المؤتمر ، فالتفت الوزير “غاجو ” ولم ير من الصحفيين السنغاليين سوى فاضل غي لنقل فعاليات المؤتمر الى وكالة الأنباء السنغالية ، وبالتالي الى الصحافة السنغالية عموما ، وهكذا دعاني معالي الوزير لمقابلة صحفية طويلة باللغة الفرنسية ثم فرّغت المادة وأرسلتها الى (Aps ) وكالة الأنباء السنغالية..فتناولتها الصحف والإذاعات السنغالية على نطاق واسع.
كيف ترى مستقبل الصحافة العربية في السنغال؟
ما يقوم به المواهب الصحفية الشابة من المستعربين من جهود جبارة في مجال الاعلام يبشر بمستقبل واعد لهذه الصحافة السنغالية الناطقة بلغة الضاد.
فأنتم تكدحون وتتعبون وتبذلون قصارى جهدكم لتقوية هذه الصحافة والاستمرار بها في إخلاص ونشاط وثبات ، ونرجو من الله أن يحفظكم حتى تحققوا أنتم أيضا انجازات تكمل مشوارنا في هذا المجال.
الأستاذ فاضل نتابع نداءاتك على أكثر من منبر إعلامي إلى ضرورة تحرك الخلافات الدينية ومنظمات المجتمع المدني لتقريب وجهات النظر بين النظام والمعارضة هل لنا أن نعرف سبب هذه الدعوة إلى المصالحة ؟
في الحقيقة مخافي تكمن في خطورة اللعب بالنار في بلادنا العزيزة السنغال المعروفة باستقرارها وأمنها عبر التاريخ ،
وأرى أن الحفاظ على هذا المكتسب من أوجب الواجبات ، وليس من الحكمة دفع السنغال إلى الهاوية لمكاسب شخصية أو حزبية ، وحتى الحروب العالمية انتهت بالحوار والمفاوضات ،
ولا أرى من الذكاء ترك السياسيين وحدهم في هذا الجو المشحون وسط غليان الشارع دون تدخل أصحاب النفوذ في هذا البلد الذين كلماتهم تسمع وتؤثر في أولئك وهؤلاء .
وماذا ترى كحل للأزمة السياسية الراهنة ؟
الحل يا أستاذ تيارنو في خلق جو للحوار الوطني يشمل النظام الحاكم والأحزاب السياسية المعارضة مع إشراك مشايخ الطرق وقيادات المنظمات الإسلامية والكنيسة ، وجمعيات المجتمع المدني في هذا الحوار السياسي الوطني ، ومن الأهمية بمكان تغليب مصلحة السنغال على مصالح الأحزاب ،ووضع حد لتصفية الحسابات والتكتيكات السياسية .. وأي معركة سياسية من شأنها أن تثير الفتنة وتسبب سقوط ضحايا والانفلات الأمني يجب أن تتوقف ، ولست أدري لماذا لا يفكر المتنازعون في المشهد في ما يمكن أن تصير إليه هذه التوترات في ظل ما ينتظر من استغلال الغاز والبترول والثروات المعدنية الأخرى لصالح البلاد والعباد , وهناك في المرصاد قوى خارجية ومغامرون يتمنون أن تدخل السنغال في فوضى عارمة وحرب حامية حتى يتمكنوا من دخول البلاد عنوة ونهب ثرواتنا ، وهناك دول كثيرة دخلت في مستنقعات مماثلة .
لذلك ندعو الفرقاء جميعا إلى ضبط النفس ، والقيام بتحقيق المصالحة الوطنية حفاظا على المكتسبات وإطفاء لنار الفتنة.
وما نشاهده حاليا قي بلادنا سابقة خطيرة
والحمد لله تشكلت أمس لجنة مصالحة وطنية تضم شخصيات وطنية معروفة بالحياد وعدم التحيز ، وبدأت الأسر الدينية ترفع أصواتها هنا وهناك وتدعو إلى تلطيف أجواء التوتر وإلى السلام والأمن ، ندعو الله تعالى أن يكلل مساعيهم بالنجاح والتوفيق .
وفيً الختام أشكرك على هذا المجهود ، كما أوجه الشكر لهيئة تحرير الموقع ….
و أقول للإخوة القراء أن أي عمل لا يبنى على الإخلاص والتنظيم الدقيق مصيره الفشل والاندثار.