Articles

في ذكرى وفاة الدكتور سيرين جاو…معذرة يا دكتور . .

فاضل غِي

معذرة فقيدنا الدكتور سرينج جاو .. فقد تأخرت هذه الكلمة بعد مرور شهور طويلة على رحيلك، لكن ضميري ظل يلح علي في واجب العزاء والتأبين ..
دكتور سرينج عرفته وأنا صبي صغير ، أختلف إلى الكُتاب لتعلم القرآن الكريم ، وكان يرافق أخي الأكبر.. ثم فجأة اختفى “سرينج جاو ” سنوات
لم نكن نعرف خلالها أين كان، وذات يوم وصلنا خبر خروجه إلى تونس الخضراء مغامرة من أجل الدراسة.. وهناك في تونس قضى جل سنوات عمره من أجل التحصيل العلمي ، جادا في دراسته ، مقبلا على المعرفة ، زاهدا في كل ما سوى التعلم والتثقف، وبعد حصوله على شهادة الدكتوراه بالتوفق رجع إلى أرض السنغال بعد غياب طويل طويل..
وسرعان ما توجه الدكتور جاو إلى جامعة دكار لتقديم شهاداته لقسم اللغة العربية ، وكانت المفاجأة المؤلمة رفض إدارة القسم لشهادته في الدكتوراه وعدم اعترافها بها !! ، ويعلم الذين عرفوا الدكتور سرنج وجالسوه وناقشوه أنه كان يستطيع أن يدرس رئيس القسم في ذلك الوقت ، والذي رفض مؤهلاته العلمية أعواما طويلة.
وهكذا أصيب الدكتور الذي قضى حياته في أرض الغربة للتحصيل بخيبة أمل، لكنه وهو المؤمن بالله والضليع في العلم الشرعي ، والمدرك لقضاء الله وقدره ،لم يستسلم لليأس ولا للقنوط ، بل تسلّح بعصا الجد والصبر ؛ وتقدم بشهاداته إلى الكليات الدراسية المستقلة مثل” كلية بير ” وغيرها حيث مارس التدريس سنوات طويلة وتخرج على يديه عدد كبير من حملة الشهادات الجامعية الذين نفتخر بهم اليوم.. ولقد فتحت مجلة الصحوة للدكتور صفحاتها وكان ينشر فيها أبحاثه القيمة في الفكر الإسلامي ، ومقالاته الرائعة في هموم الدعوة الإسلامية والشؤون الإجتماعية..
رحمك الله يا فقيدنا العزيز وجعل الفردوس الأعلى مسكنك في الجنة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى