actualite

في توشيح الدكتور محمد المختار ولد اباه

د. عبد الله السيد

توشيح فخامة رئيس الجمهورية الدكتور محمد المختار ولد اباه عرفانا بما قدمه، ويقدمه، للثقافة والفكر والتعليم والقيم الرفيعة والسفارة الثقافية الناجعة… إجراء يستحق التثمين والإشادة من زوايا كثيرة؛ نذكر منها على سبيل المثال:

  • أن هذه القامة الفكرية خدمت ثقافة هذا المجتمع بجهد فردي، وقدمت أعمالا مؤسسة ملموسة على مستويات: البحث العلمي، والإبداع الأدبي، والترجمة، والتحقيق، والتدريس، والإدارة، والتخطيط التربوي لم يقدم أحد غيرها مثلها على ما نعلم.
  • أن هذه القامة ارتبطت بهذا الوطن ارتباط قناعة؛ فقبلت خدمته في إدارة مؤسسة صغيرة في مواردها وحجمها (مدرسة تكوين المعلمين)، بعد سغلها أكبر وظيفة في الدولة ( وزارة الصحة) قبل ذلك؛ وهو ما يدل على الارتباط بهذا الوطن، والقناعة بخدمته.
  • أن هذه القامة العلمية ترفعت عن الشحناء والجدل، خلال حياتها العلمية؛ فلم ترد على منتقد، ولم تفخر بما أنجزت، واستقبلت الجميع برحابة صدر، وبشاشة وجه، وبساطة يد.
    ولا يمكنني هنا إلا أن أتذكر أن لقائي الأول بالدكتور محمد المختار كان سنة ١٩٨٩ في فندق حسان بالرباط، وأنه قبل لقائي من غير موعد، ولو كان يمكن أن يخفى مخلوق على الخالق لكنت يومها… جئته وقد قرأت بعض ما كتب، يقودني سراب المعرفة الواهمة الذي يخيل للمراهقين أنهم أكملوا الألواح، واكتشفوا عثرات لدى الراسخين في العلم، المتمرسين بالبحث، المتمكنين من وسائله، وقبل أسئلتي برحابة صدر، ولم يثاقل من اعتراضاتي، وحين هممت بالانصراف سألني إن كنت محتاجا إلى شيء، وأهداني آخر إصداراته، وكان ديوانا شعر باللغة الفرنسية، جل قصائده في المديح النبوي.
  • أن هذه القامة دأبت منذ طفولتها على التعلم والقراءة والبحث، ويكفيها فخرا أن محمد الأمين الشنقيطي (آب ولد اخطور) ذكر في رحلته إلى الحج أن محمد المختار ولد اباه من الذين دأبوا على ملازمته وسؤاله أثناء مقامه في مدينة النعمة، وذكر بعض أسئلته له.
    لهذا كله وغيره مما يضيق عنه المقام أرى أنه بتوشيح الدكتور محمد المختار ولد اباه وضع فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الوشاح حيث ينبغي أن يوضع، وكرم ثقافة أهل هذه الديار، وعلماءها وباحثيها، وأدباءها، وأخلاقها الرفيعة.
    فشكرا لفخامة الرئيس
    وكان الوشاح طول عمر ودوام صحة وعافية للعلامة والدنا محمد المختار ولد اباه.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى