في الذاكرة: إحراق المسجد الأقصى.
في مثل هذا اليوم 21 أغسطس (آب) 1969، اقدم متطرف أسترالي على أشعال النار في المُصلّى القِبلي من المسجد الأقصى المبارك مستخدماً مادة حارقة سكبها عند المحراب الرئيسي.
أتى الحريق على حوالى ثلث مساحة المصلى القٍبلي ذو القبة الرصاصية والذي هو المُصلى الرئيسي في المسجد الأقصى. التهمت النيران سقف المصلى وسجاده وكثير من زخارفه النادرة محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير. ومن جملة ما احترق كان منبر نور الدين زنكي التاريخي الذي أعدّه ليوم تحرير القدس من الصليبيين وأحضره صلاح الد ين الأيوبي من مدينة حلب بعد التحرير عام 1187م.
سارع الفلسطينيون إلى إخماد النيران بملابسهم وبالمياه الموجودة في آبار المسجد الأقصى بعدما عمد الاحتلال الإسرائيلي إلى قطع المياه عن المصلى القبلي ومحيطه، وتباطأ في إرسال سيارات الإطفاء.
اعتقلت سلطات الاحتلال الجاني الأسترالي ويدعى دينيس مايكل روهان، ثم سرعان ما أفرجت عنه بحجة أنه مجنون.
في 15 سبتمبر (أيلول) 1969 اجتمع مجلس الأمن الدولي وأصدر قراره رقم 271 الذي أدان فيه إسرائيل ودعاها إلى إلغاء جميع التدابير التي من شأنها تغيير وضع القدس كمدينة محتلّة.
وفي 25 سبتمبر/أيلول 1969 اجتمع قادة 26 دولة عربية وإسلامية في الرباط بالمغرب وقرروا إنشاء ” منظمة المؤتمر الإسلامي” والتي تعرف اليوم باسم ” منظمة التعاون الإسلامي“.
وفي عام 1976 أنشأت هذه المنظمة ” لجنة القدس” وأوكلت رئاستها إلى ملك المغرب.
بعد عام واحد من حريق المصلى القبلي، شُكلت ” لجنة إعمار الأقصى“، وبدأت بأعمال الترميم واستمرت حتى عام 1986.
أما منبر نور الدين زنكي الذي احترق بالكامل، ونظراً لرمزيته التاريخية، فقد صُنع منبر مشابه له في الأردن وتم وضعه في المصلى القبلي عام 2007. وميزة هذا المنبر أنه يتألف من حوالي 16500 قطعة خشبية متداخلة فيما بينها بطريقة التعشيق دون أي مسمار أو مادة لاصقة!
هذا الحادث الخطير هو حلقة في سلسلة الاعتداءات المتواصلة بحق المسجد الأقصى المبارك والتي لم تتوقف منذ احتلاله مع القسم الشرقي للقدس عام 1967، وذلك بهدف السيطرة الكاملة عليه وحرمان المسلمين منه.
حفظ الله المسجد الأقصى المبارك