actualite

طالبان عودة بالمقاييس الأمريكية

أ. نايف الشهري

بادئ ذي بدء أبدي تعاطفي مع من يظن أن طالبان هزمت القوة العظمى ( super power ) وحلفاءها الذين جندوا الجنود وجيشوا الجيوش ، وخسروا المليارات وجمعوا الحلفاء ضد دولة فقيرة في وسط آسيا ، عصفت بها الحروب من جهة ، واضعفها شح الموارد من جهة اخرى ، كانت دمية في أيدي القوى العظمى .. فدولة تحاربها ودولة تدعمها الى ان تركوهم مع مآسي تقاسم السلطة بين أمراء الحرب ، فمزقوها و اوهنوها واثقلوا كاهلها لكي تواجه مصيرها ، الى أن احكمت جماعة جهادية ( طالبان ) سيطرتها على الحكم وبدأت بتبني اجندة إسلامية متشددة ، لم تركع ولم تخضع للغرب ، ولم تنفع معها لعبة العصا والجزرة إلى أن وقعت احداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ ، وكأنما آن للمارد ان يستيقظ ليري العالم قوته الضخمة التي ضمن قبل استخدامها أنها لن تواجه خطرا محدقا قد يقلل من نفوذها وسيطرتها ضد جماعة اكثر ما يمتلكون اسلحة شخصية متهالكة ومتوسطة واسلوب قتال بدائي .
بدأت آلة الحرب الإعلامية والعسكرية في شن الهجوم الكبير للثأر من طالبان التي رفضت الإملاءات ورفضت تسليم مطلوبي القاعدة .
قامت القوة العضمى باستخدام كل قوتها وجربت كل ذخائرها وصواريخها ضد مدن متهالكة وأودية سحيقة وجبال شامخة ، جربوا كل فنون القتال متكئين على ضعف العالم الاخرس الذي يشاهد ويترقب من بعيد ، أبادت البشر والحجر والشجر ، ونصبت متعاونين ودعمتهم على مدى ٢٠ عاماً حتى فعل الوقت فعلته فمضت السنون ولا شئ تحقق ، ولا جدوى مرجوة ، ولا تقدم يذكر ، عندها أيقنت بضعف الإرادة وانهزام الإدارة ، توالت إدارات لم تقدم الشئ الكثير سوى ارتفاع التكلفة المالية ، فلا إنجازات تحققت ولا أهداف أصابت .
أتت الفكرة الشيطانية بإبقاء الحركة ولكن بمفهوم مغاير وبتحسينات شكلية عقدت المؤتمرات ووقعت التفاهمات لتسليم الحركة زمام الأمور ، ولكن بمفهوم واسلوب مختلف ، ابقوا على الكيان للحركة لكنهم استبدلوا اشخاصا او بدلوا عقولا لتصبح حركة منقادة تحركها الإملاءات الغربية .
وهاهم الآن يكتسحون عرض البلاد وطولها ، ويسقطون الولايات الواحدة تلو الأخرى وكأنها أراضي جرداء ، ويرسلون التطمينات الإعلامية ، ويكفلون الحريات ويؤمنون بالتعددية على ان يقيموا نظام المشاركة المجتمعية والتعددية السياسية .
وهنا يأتي السؤال المهم هل الحركة تقود ام منقادة ؟
وكل ما نتمناه ان تتمكن من رأب الصدع وتضميد الجراح والتسامي عن اخطاء الماضي ، ليعيش هذا الشعب حرا أبيا ، يُحكم بميزان العدل وليس اعدل من القرآن الكريم وسنة نبينا محمد عليه افضل الصلاة وأتم التسليم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى