تواون .: رسالة الخليفة العام للتيجانيين في مناسبة غامو 2025

وجّه الخليفة العام للتيجانيين، سيرين أبو بكر محمد منصور سي مالك، رسالة روحانية وعميقة المعاني من تيواون، بمناسبة إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف (غامو 2025). الرسالة التي تلاها نيابة عنه سيرين منصور سي دباغ، شدّدت على أن ميلاد النبي محمد ﷺ يمثل أعظم نعمة للبشرية، بما يجسّده من رحمة وعدل وأخوّة، وهي قيم كفيلة بقيادة المجتمعات المعاصرة نحو السلم والاستقرار.

الخليفة دعا إلى إعادة الاعتبار للتربية الإسلامية في تكوين الأجيال، حفاظًا على الكرامة ومحاربة الانحرافات الأخلاقية والآفات الاجتماعية مثل المخدرات والفساد والتفكك الأسري. كما ناشد الآباء والسلطات تحمّل مسؤولياتهم حتى تبقى المجتمع السنغالي نموذجًا في النزاهة والتضامن والالتزام بالقيم. وفي ظل تفشي خطابات الكراهية والإهانات على شبكات التواصل، حثّ على التمسك بالأخلاق الإسلامية وتوطيد الروابط الأخوية، مذكّرًا بأن الأخوة ركيزة الإيمان وضمان التماسك الاجتماعي.

كما ركّز سيرين مباي سي منصور على قيم المساواة والعدل، مؤكدًا أن الإسلام يضع البشر جميعًا في مرتبة واحدة لا يفرّق بينهم إلا بالتقوى. وحثّ القادة على الحكم بالإنصاف وضمان تكافؤ الفرص، محذرًا من الامتيازات والظلم الذي يهدد السلم الأهلي. وبالنسبة للشباب، شدّد على قيمة العمل المنتج والمبدع والشرعي، داعيًا الحكومة لتكثيف الجهود لتوفير فرص عمل تحدّ من البطالة والهجرة غير النظامية.

الرسالة تضمنت أيضًا دعاءً للسنغال عقب الأمطار الغزيرة الأخيرة، ولـ فلسطين التي تعاني من هجمات عنيفة، حيث عبّر الخليفة عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، مترحمًا على أرواح الشهداء. كما توجّه بالشكر إلى الملك محمد السادس على دعمه الروحي المستمر ل ” تيواون، وإلى الرئيس بشير جوماي فاي وحكومته لالتزامهم بخدمة المواطنين، إضافة إلى الترحيب بالوفود الدبلوماسية وأسرالطرق الصوفية المشاركة في هذه المناسبة الجامعة.

وختم الخليفة رسالته بتذكير المؤمنين بمسؤولياتهم الفردية والجماعية، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته». ودعا إلى عيش الإيمان بصدق وإخلاص، باعتبار أن التمسك بتعاليم الرسول هو السبيل الأكيد لصون مستقبل السنغال والعالم على أساس العدل والأخوة والسلام