Articles

المذهب ا الحنبلي والتحفظ على استخدام العقل ..

بقلم جبريل لي السماوي

وأنا منكبّ – منذ أسابيع – على تاريخ ” المذهب الحنبلي ” قراءةً ودراسة.. لاحظت أنه يختلف إلى حد بعيد عن المذاهب الأخرى ، المالكية ، الشافعية ، الحنفية..
فهو ليس مجرد مذهب فقهي ينصبّ إهتمامه على الفروع كما عند المذاهب الأخرى، بل هو مذهب إعتقادي أيضا، تحت المظلّة السنّية الجامعة، امتزجت فيه العقيدة بالفقه منذ أمد بعيد
كما أن المذهب حركة إصلاحية مناضلة تحمل همّ الاصلاح والتغيير
وللمذهب” سوء ظن” بالثقافة العقلية، حيث يطيل النظر في النّقل وتحذر من العقل. ولعل الصراع الغاشم بين الامام أحمد والمعتزلة ( العقلانيون ) في مسألة خلق القرآن، ترك لأنصار المذهب إرثا زاخرا، خلق لهم ردة فعل عنيف ضد الثقافة العقلية.
فمحنة الامام أحمد جعلت المذهب أكثر حساسية تجاه “الفلسفة” و”الكلام” و”التأويل” رغم أن بعض الحنابلة المتأخرين (مثل ابن عقيل وابن الجوزي) انفتحوا على الفكر العقلي بحدود…
وحسب ابن خلدون فإن هذا الحذر من الثقافة العقلية هو السبب في قلة من يقلدون هذا المذهب الحنبلي
ومن الملحوظ أن المذهب يتميز بشدة التمسك بالنصوص حتى في الفروع مع موقف متحفظ من المصالح المرسلة أو الاستحسان (خلافا للمالكية والحنفية)
ورغم ذلك.. عند النظر العملي، نجد بأن الحنابلة في العصور المتأخرة (كابن تيمية وابن القيم) توسعوا في الاجتهاد الفقهي واعتبار المقاصد لكن دون الخروج عن روح المذهب.
ويعجبني في المذهب نقاء المصدر ولعل هذا، سبب تسميتهم بمدرسة أهل الحديث والأثر…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى