السنغال : مجلس الشورى لجماعة عباد الرحمن يعقد دورته الخامسة ويصدر توصيات مهمة
تحت شعار “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” انعقدت في داكار(كرمسار) الدورة الخامسة لمجلس شورى جماعة عباد الرحمن وذلك يومي 12 و13 صفر عام 1446 هجرية، الموافق 17 و18 أغسطس 2024، حضره مندوبون من مختلف فروع الجماعة في السنغال.
وانتهز المجلس الفرصة لتهنئة الشعب السنغالي المسلم والأمة الإسلامية بحلول العام الهجري الجديد 1446 سائلين الله أن يكون عام خير وبركة.
وبعد تحليل للأوضاع الوطنية والعالمية، خرج المجلس بالتوصيات التالية:
أولا: على الصعيد الوطني:
− نظرا للتطورات السياسية الخطيرة التي عاشتها البلاد خلال عامين، وكادت تعصف باستقرارها،
فإن المجلس يتضرع إلى الله بالشكر على ما أنعم الله به علينا من عودة الأمور إلى نصابها، ويعلن تقديره لمستوى المسئولية التي تحلى بها الشعب السنغالي، فانتخب قيادته بكل حرية ومسئولية محدثا تغييرا نسأل الله أن يكون خير اختيار تصلح به أوضاع البلاد الاقتصادية، والسياسية والدينية في جو من التعايش السلمي، وتحمّل التنوع. كما يهنئ المجلس رئيس الجمهورية بشير جوماي جاخار فاي، على هذا الفوز الساحق سائلا الله أن يوفقه لخدمة البلاد بما يحقق الاستقرار والتنمية المستدامة.
− نظرا لردود الأفعال التي أثارتها التصريحات الأخيرة لرئيس وزراء حكومة السنغال السيد عثمان سونكو، حول الحجاب الإسلامي في بعض المدارس، وما تبعها من مواقف مندّدة تجاهها، وصلت إلى حد الاستخفاف بالدين الإسلامي خلال رسالة القسيس المفتوحة المخيبة للآمال، والتي أظهر فيها عدم احترامه قيادات هذا البلد،
فإن المجلس يعلن تأييده لموقف رئيس الوزراء الحاسم، والذي يتوافق ومبادئ الدستور السنغالي، كما يدعو المجلس القسيس ومن وراءه إلى التراجع عن هذا الموقف، والاعتذار للشعب السنغالي المسلم علنا، حفاظا على مبادئ التعايش السلمي التي قد تعكره مثل هذه التصريحات الخطيرة المنافية للأداب المتعارف عليها بين طوائف الشعب السنغالي المختلفة.
− نظرا للجو السياسي الجديد بقيادة رئيس الحكومة، والساعي – فيما نرى- إلى مواجهة الفساد بكل أشكاله، وإعادة الإصلاح في جميع القطاعات، بحيث يقوم كل فرد بواجبه نحو الوطن، إلى جانب حاجة الشعب الملحة إلى تحسين أوضاعه المعيشية،
فإن المجلس يدعو إلى الاستمرار في خطوات الإصلاح هذه، دون التفات إلى أصحاب المصالح الذين تعوّدوا الاستمتاع بما ليس من حقهم، كما يوصي الحكومة بفتح أبواب الحوار والتفاهم في القضايا التي تتطلب ذلك؛ حفاظا على الوفاق الوطني، وعملا على تسريع الخطى في سبيل تلبية حاجات المجتمع الأساسية من توفير لفرص العمل للشباب، وتخفيف لغلاء المعيشة عن كاهل هذا الشعب الذي عانى كثيرا، مما أدى بكثير منهم إلى تبني الهجرة غير الشرعية. وهنا نهيب بالحكومة وضع سياسات أكثر فعالية لوقف هذه الظاهرة التي فقدت السنغال جراءها الكثيرين من شبابها.
− نظرا للأوضاع الدينية التي اختلط فيها الغث بالسمين نتيجة الدعاوى الباطلة عبر قنوات التواصل الاجتماعي كتلك التي تدعو إلى الاكتفاء بالقرآن دون السنة النبوية الشريفة؛
فإن المجلس يدعو الحكومة إلى تعزيز التربية الدينية في المدارس، وترسيم المدارس القرآنية، وإعادة النظر في البرامج التلفزيونية العبثية التي لا تعكس موروثنا الثقاقي بقدر ما هو تدمير له، واستخفاف به، علما بأن وسائل التربية غير المدرسية لا ينبغي أن تقف حجر عثرة أمام التوجهات التربوية العامة للبلاد. وبالمناسبة، يعلن المجلس استحسانه للخطوة المتعلقة بإنشاء مكتب للشئون الدينية، واستيعاب المثقفين باللغة العربية لدى رئاسة الجمهورية، ويدعو إلى التعجيل في استيعاب المدارس القرانية في النظام التعليمي الرسمي، كما ينتظر المجلس بفارغ الصبر تجسيد الفكرة الخاصة بإنشاء وزارة للشئون الدينية في السنغال، والتي صرّح بها رئيس الوزراء مؤخرا.
ثانيا: على الصعيدي العالمي:
− نظرا للأوضاع الإنسانية المتفاقمة في غزة، والضفة الغربية، والمسجد الأقصى بل وفلسطين برمتها، نتيجة عمليات الإبادة الجماعية التي وصلت ذروتها منذ السابع من أكتوبر عام 2023، أضف إلى ذلك سلسلة الاغتيالات التي استهدفت المقاومين البواسل، وآخرها اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية . فقد أثبت الصهاينة خلال هذه العمليات الوحشية همجيتهم، واستخفافهم بالحياة والكرامة الإنسانية، وكشفوا عن وجههم القبيح على مرأى ومسمع مما يسمى المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة، وفرنسا وبريطانيا التي أعلنت وقوفها وانحيازها إلى جانب إسرائيل، وفي المقابل وقوف بعض الأنظمة العربية والإسلامية متفرجة أمام مأساة الشعب الفلسطيني،
أمام هذا الوضع الإنساني المفزع، يعلن المجلس إدانته بشدة الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد النساء والأطفال والشيوخ يوميا في غزة، والضفة الغربية، وممارسات التعذيب في السجون والمعتقلات، ويدعو إلى الوفق الفوري لإطلاق النار والمجازر، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية .ويحيّي بالمناسبة موقف الرئيس السنغالي المؤيد لقضية فلسطين لدى مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي الذي انعقد في بنجول مؤخرا، كما يطالب المجلس الحكومة بإغلاق السفارة الإسرائيلية، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدولة الإرهابية فورا.
− نظرا لحالة عدم الاستقرار في منطقة غربي أفريقيا، واتخاذ بعض دول المنطقة مواقف تنذر بمزيد من التفرق، كحالة دول ساحل الغرب الإفريقي،
فإن المجلس يحث على مضاعفة المبادرات والجهود للتخفيق من حدة التصدّعات، حشدا للطاقات، وتفويتا للفرصة على المنتفعين من حالة التشرذم التي لا تؤدي إلا إلى المزيد من الضعف والتخلف.
− نظرا لانتشار ظاهرة الإساءة إلى الأديان والمقدّسات والتي شاعت خلال العقدين الماضيين في بلاد الغرب خصوصا، وطال الإسلام وغيره من الأديان،
فإن المجلس يعلن استياءه مما جرى من إساءة إلى السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام أثناء الألعاب الأولمبية لعام 2024 في فرنسا، ويدعو الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي إلى سن قوانين صارمة، تجرّم الإساءة إلى الأديان، ورموزها، ومقدّساتها.
− نظرا لحالة الصراع الدموي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الذي راح ضحيته حتى الأن الألاف من المدنيين الأبرياء،
يدعو المجلس إلى وقف فوري لإطلاق النار في هذا البلد المسلم الذي قدم الكثير للقارة الإفريقية في شتى المجالات التربوية والإنسانية.
مجلس شورى جماعة عباد الرحمن
كرمسار في 14 صفر 1446هـ، الموافق 18 أغسطس 2024م
هذا بيان خجول جدا!!