وعد دابو – دغدغة للمشاعر أم نقطة تحول لدارسي العربية؟
بقلم/ باسيديا درامي
في خطوة غير مسبوقة، وعد زعيم الحزب الديمقراطي المتحد أوسينو دابو بدعم المدارس الدينية على غرار نظيراتها الإنجليزية، لتخفيف العبء المالي عليها، لاسيما إن هذه المؤسسات تعتمد بشكل كبير على الرسوم المدرسية وعلى تبرعات المحسنين في بعض الأحيان.
قوبل هذا الوعد من قبل دابو بالترحيب لدى البعض، في حين شكك فيه آخرون بالنظر إلى توقيت الإعلان الذي أتى في خضم حملة انتخابية شرسة يقول الكثير إن النتيجة فيها محسومة بين حزب الشعب الوطني بزعامة الرئيس بارو أو عرابه السياسي سابقا وخصمه اللدود حالياً أوسينو دابو، زعيم الحزب الديمقراطي المتحد. في هذا الصدد، يجادل النقاد بأن الوعد إنما يوضع في خانة الوعود الانتخابية التي يقدمها الساسة لدغدغة المشاعر واستقطاب الأصوات للفوز في الانتخابات.
من ناحيتهم، يرى المرحبون بوعد دابو بأن المبادرة محل تقدير لأنها تعكس الاهتمام الذي بدأ بعض السياسيين يولونه لقضايا دارسي العربية والإسلامية، ووضعها ضمن أجندتهم السياسية.
في غضون ذلك، استقبل الرئيس بارو مؤخراً مجموعة ممن وصفوا أنفسهم بأنهم ممثلون للمؤسسات الإسلامية في منطقة بانجول الكبرى، حيث تطرق الرئيس إلى دعمه للشؤون الدينية في البلاد، فيما وعد في خطاب جماهيري بزيادة الدعم للمجلس الإسلامي الأعلى في غامبيا.
في خضم أزمة كورونا التي فتكت بالعالم، بما فيها غامبيا، اضطرت الحكومة الغامبية إلى إغلاق المدارس للحد من انتشار الوباء، مما كبد المدارس العربية والإسلامية على وجه الخصوص خسائر مادية فادحة بسبب عدم دفع الرسوم المدرسية وبقاء الطلبة في منازلهم، بل عجزت بعض المدارس عن صرف الرواتب للمدرسين بسبب إفلاسها. ونتيجة لذلك، تحرك البعض من دارسي العربية والإسلامية، من خلال حملة إعلامية مكثفة، والتواصل مع الجهات الحكومية المعنية، لمناشدة الحكومة مساعدة هذه المدارس على الخروج من الضائقة المادية التي أصابتها جراء القيود الحكومية للحد من تفشي الوباء، غير أن هذه الجهود لم تكلل بالنجاح، إذ لم تلق مثل تلك الدعوات آذاناً صاغية، بل وعوداً جوفاء، ولعل هذا ما يبرر تشكيك البعض في الوعد الذي قطعه دابو على نفسه.
على أي حال، باعتقادي أن دارسي العربية، وإن فشلوا في الحصول على الدعم الحكومي لمدارسهم، إلا أنهم نجحوا في استقطاب اهتمام الساسة بهم لأنهم شريحة مهمة لا يستهان بها في المجتمع الغامبي، ومن ثم يتعين عليهم متابعة خطابات السياسيين والمرشحين للرئاسة بدقة وتحليلها بشكل عقلاني للوقوف على مواقفهم تجاههم وقضاياهم التي تهمهم، ومن ثم اتخاذ قراراتهم الاستراتيجية بشأن من سوف يصوتون له.
تنويه: هذا المقال يعبر رأيي الشخصي ولا يعكس موقف أخبار غامبيا بالعربية