
وصايا مهمة للعلامة الشيخ عبدالله باه كتابيا؛ لابنه عبدالإله بن نور جاورا الأروندي 》
كان الشيخ عبد الله باه يولي للمراسلات أهمية كبرى ، وخاصة إذا كانت من أجل التوجيه والتوصية والفتوى ، وكانت هذه الرسائل الآتية بينه وبين أحد أبنائه المعروفين بتعلقهم به رحمه الله :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني الغالي، قدوة المؤدبين، وأسوة المتواضعين، العالم الرباني، الأديب الألمعي، الشاعر الحاذق ذو موهبة خلاقة، أحييك وأحي أسرتك المحترمة، وكل من يتحرك في محيطك، من أجل الوصول إلى تحقيق الخير العميم، والمصلحة العامة للإنسانية جمعاء، ولأمة محمد وسونكرا بصفة خاصة.
ثم أبدي لك عن إعجابي بأخلاقك الحميدة، لقد جمع الله بيني وبينك منذ مدة طويلة، وبعد كل فترة أكتشف فيك من كنوز أخلاقك، ما يزيدني إعجابا بك، وشكوكا في قدرتي على مسايرتك، والتعامل معك بالمثل، فمستوى أخلاقك عال جدا، وليس في متناول أيدي الجميع، وعلى كل حال إن بدى مني شيء لا يرضيك، فأرجو أن تسامحني، فإن فاقد الشيء لا يعطيه، ولكن أعدك ألا أدخر جهدا في محاولة الرقي والاقتراب من مستواك الراقي، صحبتك لي من أهم مصادر سعادتي في هذا الوجود، فهنيئا لك ثم هنيئا لك.
أما صحتي، فأياما كان اتجاهها، والدرجة التي تربعت على عريكتها، من التحسن أو التدهور، أحمد الله عليها وأشكره، فما هذه الدرجات إلا إشارات قد تكون صحيحة في وصف الطريق بمأمونة أو خطرة وقد تخطئ أحيانا، فالحقيقة كامنة في علم الله وليس في هذه الإشارات، وإن كان واجبا علينا العمل بمقتضاها، وقد سألت الله ألا يأخذ مني وديعته، إلا بعد إتمام العمل في كتاب الفتاوى، الذي يضم إجابة تسعمائة وخمسين سؤالا، فقد تم تنسيقه وتخريج أحاديثه التي بلغت سبعمائة حديث مع التكرار وكتبت المقدمة والخاتمة ولم يبق لي إلا الفهرس وإن كان يحتاج إلى شيء من الوقت، نظرا لاعتماده على طريقة فنية معقدة، أنا اليوم أشتاق إلى وجود مثلك إلى جواري، حتى لا تدفن معي تجاربي .
ابني، لك دعواتي ليل نهار
والدك المحب فيك عبد الله باه.
وكان جواب الوصيّة للعلامة عبدالله باه بعد وصيّته》
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شيخنا الجليل: علامة زمانه، فريد عصره تواضعاً، وإخلاصا.
كتاباتك -الله يعلم-أنها من الأدوية التي تداويني، وتشفي أمراضي، وتزيل همومي، وتثلج صدري، وتقر عيني، مثلك في المجتمع كالشمس إذا طلعت. والله إنني ابتليت بحبك.
أما دعواتي لك فماصليت صلاة إلا ودعوت لك لأنني لم أتخذ قدوة منذ اليوم الذي رأيتك في مدينة كوكي، وهل بعدك يكون؟!؛ لذا اسمك مغروس في قلبي ولساني. أسأل الشافي أن يشفيك .
والدي الغالي، قد تحزن ولكنني ما حزنت يوما في حياتي لأمورك ؛لأن الله إذا أحب عبداً ابتلاه فيكون عزا له لا عليه.
ختاماً: سيخرج الله أناساً من بني جلدتك لم يدرسوا حرفا من اللغة العربية؛ يكون حبّك في قلوبهم كالسمك في الماء.
قلبي يوقف قلمي خوفا من زلة الكتابة
فيك ؛لأن مثلك عزيز في قلبي حتى لا أتعتدى في حقك قولا أو فعلا أو كتابة .
ابنك المشتاق إليك عبدالإله بن نورجاورا الأروندي.