Articles

وإلا تفعلوه تستمر هذه الفتنة …

شعيب بن حامد لوح

في قضية الأستاذ عُمر سل ظهر مرة أخرى عدم النضج ونُقصان الوعي لدى كثير من المسلمين، وعدم معرفة مداخل الشيطان الذي لا يملُّ من بثِّ سمومه بين إخوة في الدين عبر إثارة مكامن الخلاف بين من يدعون الانتماء إلى السلفية والمتصوفة، والأمر أن العدو المشترك (الشيطان) لن يسأم أبداً في خوض هذه التجربة التي قد تهدأ بين فينة وأخرى، لكن سرعان ما تتأجَّج نيرانها بأتفه الأسباب. وعليه، فإن مبادرة إصلاح ذات البيْن التي قام بها بعضٌ من جماعة عباد الرحمان وغيرهم، تُعد خطوة مباركة تستحق التشجيع، لكن مع الأسف قد اتُّهموا بسوء الطَّوية والدخول في أمر لا يعنيهم البتَّة!
والأمر أننا لن نتجاوز هذه المحَنَ إلا بعد أن نحدد تحديدا دقيقا ماهيةَ أولوية الوقت وسؤالاته المعقدة، والسعي إلى إيجاد حلول وأجوبة لأجلها، والتسامح في المسائل الخِلافية، والتعاون في الأرضية المشتركة، وإلا تفعلوه تستمر هذه الفتنة وسينتهزها المُرجفون والسفهاء في كل من الطرفين بصبِّ الزيت على النار.
وبعد: فإني ألِحُّ ولن أزال أذكر القاعدة القرآنية في بيان من هو العدوُّ ومن هو الأخُ بالنسبة للمسلم في قوله تعالى: {إن الشَّيطانَ لكم عَدوٌّ فاتَّخذُوهُ عدُوا}، وقوله أيضا: {إنما المُؤمنون إخوةٌ فأصلحُوا بينَ أخَوَيْكم}، وما عدا ذلك تفاصيلٌ لا تُوازي مِصداقية هاتيْن الآيتين. فانتبه أخي الكريم.
الأولوية حقا إخواني ليستْ في إثارة النَّعرات الطائفية، ولا التشهير بالخلافات المذهبية التي لن يتفق عليها المُسلمون إلى أن يرثَ الله الأرض ومن عليها…
الأولوية في التَّساند والتعاون لأجل تجاوز تحديات العصر ومشاكله الجمَّة، في إنقاذِ البلد الحبيب (السنغال) من الفساد الذي سَرى إلى جميع أوصاله، في توعية الشعب في التركيز على المُنعطف التاريخي الخطير الذي تمرُّ به الدولة مع اقترابِ الانتخابات الرئاسية فبراير عام 2024م…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى