actualite

من يمسح دموع الضحايا في غامبيا ..؟

باسيديا درامي

زيارة الرئيس ،”آدم بارو ” المثيرة للجدل لعائلة خليفته “يحيى جامي ” ، هي تتويج لسلسلة من المبادرات التي تهدف إلى احتضان النظام السابق الذي هُزم في الانتخابات الرئاسية لعام 2016.

وفي حديثه للصحفيين عقب اجتماع مغلق مع أفراد عائلة جامي يوم الخميس الماضي، صرح السيد” بارو ” بأن الزيارة جزء من جهود المصالحة التي يبذلها، مشيرًا إلى أنه قرر تفقد العائلة احترامًا للرئيس السابق. ويجادل أنصاره أيضًا بأن الزيارة ضرورية لمداواة جراح الأمة المنقسمة على نفسها للمضي قدمًا.

وقال “بارو” : “إنه الرئيس السابق، ومن الواضح أنه يستحق الاحترام من كل غامبي، وخاصة مني كرئيس لجمهورية غامبيا. ما قلته للعائلة هو أنه في يوم من الأيام سيزول المنصب. إما أن تتقاعد، أو تُعزل من المنصب، أو تموت. حتى أنا، سأصبح ذات يوم رئيسًا سابقًا “.

غير أن الزيارة أوقعت بالرئيس “بارو” في مأزق حيث وصف منتقدوه الزيارة بأنها خيانة وغير حساسة لمحنة ضحايا حكم جامي الذي دام 22 عامًا، واتسم في مجمله بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. كما رأوا أن الرئيس أعطى الأولوية للمصالح السياسية الضيقة على العدالة وقدم مصلحته الشخصية على المصالح العليا للبلاد. وفقا لهذه الشريحة من المجتمع، فإن هَمّ الرئيس وشغله الشاغل هو السعي الحثيث إلى إعادة انتخابه في الانتخابات الرئاسية الحاسمة المقبلة، حتى لو كان ذلك يعني التحالف مع الحزب الذي اتهمه بالأمس بالفساد، بل وشكل لجنة للتحقيق في تجاوزاته المالية ولجنة أخرى للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان إبان حكم الرئيس السابق تلافياً لتكرار مثل تلك التجاوزات.

تحالف حزب الرئيس الشعبي الوطني بزعامة الرئيس بارو مؤخرا مع حزب “التحالف من أجل إعادة التوجيه الوطني والبناء ” بزعامة الرئيس السابق لتعزيز فرصه في الفوز في الانتخابات. ومازالت تفاصيل الاتفاقية تكتنفها السرية. ومع ذلك، يعتقد المراقبون أن عودة الرئيس السابق من المرجح أن تكون واحدة من الشروط الرئيسية التي وضعها الحزب الحاكم السابق لتشكيل تحالف مع حزب الشعب الوطني . وقد أثارت هذه الخطوة انتقادات حادة ولاذعة من بعض شرائح المجتمع التي ذكّرت الرئيس بارو بأن جامي ترأس نظامًا قتل الغامبيين، وعذبهم وأخفاهم قسراً، ونفاهم، وعزلهم من مناصبهم على غير وجه حق، وزجهم في غياهب السجون، ويتم الأطفال الأيتام ورمل النساء. لا تزال الجروح غائرة ولما تندمل، ولا تبدو الحكومة في حالة مزاجية تسمح لها بمسح دموع الضحايا الذين يزداد شعورهم بالتخلي عنهم وتركهم لتدبير أمورهم بأنفسهم. لم يزر الرئيس بارو مركز الضحايا أبدًا للتعبير عن تعاطفه مع الضحايا الذين عانوا من وحشية النظام السابق. يشعر الضحايا بقلق متزايد من أن التوصيات التي طال انتظارها من لجنة الحقيقة والمصالحة والتعويضات من المرجح أن تُلقى في القمامة ، نظرًا لأن برنامج العدالة الانتقالية برمتها في حالة يرثى لها ، فمسودة الدستور التي أنفق عليها 116 مليون دلس لاتزال في غيبوبة ولا أمل في إنعاشها في أي وقت قريب. كما أن تقرير لجنة جاني الشهير تم دفنه بلا رجعة. مع تراكم هذه التجارب الماثلة في أذهان الناس، هناك توقعات متدنية فيما يتعلق بنتائج لجنة الحقيقة والمصالحة.

في هذا السياق، تعتزم TANGO، وهي مظلة جامعة لمنظمات المجتمع المدني في البلاد، إقامة مسيرة احتجاجية في 16 أكتوبر 2021، تضامنا مع ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان.

هذا، ويراقب المجتمع الدولي غامبيا عن كثب، حيث شددت الأمم المتحدة مؤخرًا على ضرورة تقديم مرتكبي الجرائم في ظل نظام جامي إلى العدالة.

يجب تحقيق العدالة قبل أن تحدث أي مصالحة ذات مغزى في هذا البلد الجريح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى