Articles

مقال: هستيريا السعادة!!

جبريل لي السماوي

داخل هذه الدُّمية السمراء المتوهّجة ، هذه نشوة الأهزوجة الافريقية ، هذه التحفة الفنيّة المتألّقة، هذه الصّرخة الجلوفيّة المتكبّرة ، هذه الرّوح الطفوليّة العظيمة، التّي تقمّصت قوّة (الموج) عندما تغنّي أنشودة الكبرياء على شاطئ البحر ، صرخة بحجم العاصفة، عندما تخترق الشجرة، وتسرق منها ورقة، في حين غفلة الخريف والغصن. داخل هذه البنت البريئة التّي أنهكها الحبّ ، العشق ، الوطن ، القضية؛ بركان أحمر انفجر من (هستيريا السعادة) بركان سكن في أحشائها، قبل ميلاد هذا الزمان، وهذه اللحظات بسنوات.

دموعها لا تشبه دموع ( ميلينا) حينما تقرأ رسائل (كافكا) من صندوق بريد الحنين والاشتياق . لا تشبه بكاء (غابريل غارسيا )حينما خرج من غرفة العزلة حيث كان يكتب رواية (مائة عام من العزلة) يبكي على موت( أورلينو). لم تبك مثل بكاء ( لي كوان) عندما غرقت (سنغافورة) داخل الطوفان والفيضان. وإنما صرخت وبكت من دون علم، من اللاوعي – نعم إنّها لا تعرف الكرة، ولا قواعد المستديرة ، فقط شعرت من شغاف قلبها الصغير، بهالة عاطفيّة مليئة بالنشوان وبأجمل الألوان ، إنّها شعرت بهطول أمطار السعادة من سماء البلد ، بطيران أجنحة الانتصار في أجواء الوطن ، بروعة حكايات (ساجو ماني) في أرجاء السكن ، فانفجرت من داخلها خلجات اللاشعور ، إنّها (هستريا)الفرح والسّرور ، إنّها ضحكة السماء في جوف طفلة سعيدة. إنّها حكاية وطن جميلة ، على جبين فتاة سنغالية صغيرة .

في داخلها ناي يعزف لها اللّحن السعيد ، مثل ابتسامات أوّل الصباح، ورقصات آخر المساء ، في جوفها سيمفونية رائعة بعنوان ( تحيا ماما أفريكا) فتصرخ ، تتامايل ، ترقص ، ترسم بسمة النّصر على شفة البراءة، وكلّها أفراح وسعادة . في داخلها وطن بحجم الحبّ والعشق وقصيدة اغريقيّة ، في داخلها موسيقى ونغمة بحجم الأنشودة وشيء من القداسة ، بحجم أغنيات (نلسون مانديلا) وشيء من الأريحيّة، تداعب نفسها الصغيرة وروحها الكبيرة، في داخلها كلّ شيء إلاّ الحزن والوجع .

السّماوي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى