مقالات

مقال: المنصفون للرسول صلى الله عليه وسلم ، في الغرب …!

د.عبد اللطيف حسن طلحة

وصفت جامعة برمنجهام في تقرير مفصل لها في ١٩٨٤ م شخصية الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم بأنه رجل دولة ذو رؤية ثاقبة وصاحب قيم نبيلة قادرة على صنع السلام الاجتماعي والدولي بين الأمم، وتناول التقرير بعض الحوادث التي تدل على عقلية عظيمة تستوعب اختلاف الناس، منها مثلا اختلاف المجتمع المكي فيمن يعيد الحجر الأسود إلى مكانه في زاوية الكعبة المشرفة، وكان يُعرف عن العرب قديماً اشتعال الحرب على أتفه الأسباب، ولكن الظروف أتت بالرجل ليقترح عليهم حلاً نال إعجاب الجميع ونزع من بينهم فتيل أزمة كادت تتصاعد بين القبائل هناك، وعرج التقرير على حادثة أظهرت اشتياط الرسول الأعظم غضباً على من يريد التغاضي عن إقامة الحد في واقعة المرأة المخزومية، وكانت لأقرب شخصين إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم ،وهما أسامة بن زيد وأم أبيها واللقب يطلق على فاطمة قلب وعقل رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ بحثت قريش عمن يُكلم رسول الله في العفو عن المرأة المخزومية التي سرقت ؟ وكانت من أشراف المدينة فقالوا : ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حِبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة ، فقال : أتشفع في حد من حدود الله؟ ثم قام ، فقال : إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وأيم الله : (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) وكانت فاطمة هي من بقيت من أبنائه وكانت مصدر الحب والحنان والمواساة لأبيها فأقسم أمام الجميع أنه لا كرامة ولا تخاذل في إقامة شرع الله حتى ولو على أحب الناس إلى قلبه ، ثم عرج التقرير أخيراً عن واقعة تدل على قمة التواضع والتعاون حينما بدء حفر الخندق في غزوة الأحزاب(الخندق) فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم، ينزل وسط المسلمين ليأخذ بأيديهم ويساعدهم ويحمل الأتربة على كتفه حتى اختفى شعر صدره الشريف من اختلاط العرق بالتراب.
قال المهاتما غاندي: “أردت أن أعرف صفات الرجل (الرسول) الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر، لقد أصبحت مقتنعًا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته، هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف، و بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي أسفًا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة”.

يا سادة :
في بحثي عن أبرز من كتبوا عن الرسول الأعظم صل الله عليه وسلم وجدت المنصفون في الغرب أجمعوا على الآتي:
أولا – الإعتراف المطلق للرسول صلى الله عليه وسلم بعدالته وعدم اعتباره للون أوالعرق في تعامله مع كافة الناس.
ثانيا- وضع الرسول صلى الله عليه وسلم القيم الإنسانية فوق كل اعتبار فها هو يتوعد من يؤذي أصحاب الديانات الأخرى فقد قال من آذى نصرانيا فقد آذاني .
ثالثا- عدم إعتداء الرسول صلى الله عليه وسلم على أحد أو استخدامه للسيف لفرض آرائه أو بسط سلطة .
رابعا- تغليب جانب الرحمة والأخلاق وحسن الخلق على ما عداها من صفات

وللحديث بقية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: