Articles

مقال: الدارات القرآنية وأهمية تفعيل دور الأقسام المجلسية..

أ. جبريل فال

في الوقت الذي انشرت فيه المدارس القرآنية الحديثة في ربوع البلاد، وتقوم بدور حيوي في تحفيظ الأولاد المسلمين القرآن الكريم وتربيتهم وتوجيههم الوجهة الدينية الصحيحة، يدعو المراقبون أصحاب المؤسسات القرانية إلى بذل مزيد من الجهود لتحسين ظروف التلاميذ والمعلمين والسعي إلى تجويد الأساليب التعليمية في المدارس، وذالك بالاهتمام بالجانب البيداغوجي الذي لا يمكن أن يخلو من عمل تربوي…
فالواجب أن يكون برنامج المدرسة القرآنية برنامجا متكاملا يستطيع توفر الحاجة لجميع فئات المتعلمين من التربية والتعليم فيحدد الأهداف المتوقع تحقيقها في تعليم الأطفال وتكوينهم تكوينا دينا وعلما وفكريا وثقافيا ..
بالنسبة لبرنامج المدرسة القرآنية التعليمي، أقترح أن يكون على ثلاثة أقسام:
قسم لتحفيظ القرآن وهو الجزء الأساس من برنامج المدرسة، وقسم للتعليم الديني والفرنسي، بخصوص الأطفال البالغين الذين لم يكملوا حفظ القرآن بعد، أو عجزو عن الحفظ نهائيا، أو الذين أكملو الحفظ ولم يلتحقوا بالتعليم النظامي( العربية الفرنسية ) في حال وجود هذا القسم…
لماذا التعليم الفرنسي في القسم المجلسي؟ نلاحظ أن كثيرا من تلاميذ الدارات بعد تخرجهم في المدرسة يحتاجون إلى فهم اللغة الفرنسية التي هي لغة التواصل الإداري في البلاد، ولها حضور مكثف في كافة القطاعات.. فإتقانها يوفر للمواطن أرضية مناسبة للاندماج الاجتماعي..
ثم إنه يحسن تنظيم دروس مجلسية للمنتظمين في التعليم النظامي لتقوية مسواهم العلمي…
وقسم لحلقة الإرشاد والتوجيه وهذا يخص التلاميذ المنتظمين في حلقات التحفيظ بصفة أولية ، فهذا القسم يمكن أن يتولى العمل فيه المربي أو أحد المعلمين في حال عجز المربي الذي يفترض فيه أن يكون عارفا -ولو قدرا يسيرا- بالشريعة الإسلامية خبيرا بسكولوجية الطفل، مع السعي الدائب في تطوير الذات. يستغل المربي هذه الحلقات في تعليم الأطفال أساسيات الدين من عقيدة وفقه ومعاملات، بطريقة تواصلية مع التطبيق العلمي للأحكام العملية….كما يستغلها في توجيه الأخطاء الصادرة من التلاميذ، وتشجيع الملتزمين والمستوفين للواجبات، ثم تقديم المكافآت بمساعدة المدير لمن يستحقونها مع خلق جو من المنافسة الشريفة في التزام الآداب والواجبات المطلوبة من قبله.
هذا، ويجب على المدير أن يسعي قدر طاقته في توفير البيئة التعليمية المناسبة، بتحسين ظروف المعلمين الإجتماعية والإقتصادية، وأن يعمل على تحسين قدراتهم وسائر الفريق التربوي في المدرسة حيث يتطلب الأمر إلى التعاون مع المتخصصين في المجال، بتقديم دروس تربوية للمعنيين ولو مرة في كل شهر أو أسبوع ….فالعامل في الحقل التربوي إلى جانب معرفته المادة التعلمية معرفة جيدة، يحتاج بصفة ضرورية إلى دروس تكوينية في طرق التدريس وعلم النفس التربوي، وما يرتبط بذلك من علوم التربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى