Culture

مساجد مكية ، وأحداث تاريخية … مسجد الجن

أحمد صالح حلبي

لمسجد ” الجن ” العديد من الأسماء ، فقد عرفه البعض باسم ” مسجد الجن وفيه موضع الخط الذي اختطه الرسول صلى الله عليه وسلم لابن مسعود ليلة استمع إليه الجن، وفي هذا الموضع قرأ الرسول عليه الصلاة والسلام على الجن ربعا من القرآن، وفيه نزلت سورة الجن. وجاء في كتاب «معارف القرآن» قال الشيخ محمد تقي المصباح : أن بعض الروايات تحدثت ” عن كيفية اهتداء الجن إلى مكان النبي صلى الله عليه وسلم، وعن كيفية سماعهم للقرآن وإيمانهم به، فهناك مسجد ‏في مكة على قرب من مقبرة أبي طالب يسمى مسجد الجن، وهو ‏المكان الذي التقى فيه الجن بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وأسلموا على ‏يديه، كما جاء في قول الله سبحانه وتعالى: (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا، يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا، وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا، وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا، وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا)، فلما وصلوا إلى هذا قالوا: (وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا).
وعن ابن مسعود أنه قال ذهبت مع النبي صلى الله عليه وسلم: «حين خرجنا من مكة، حتى إذا كنا ببعض أودية مكة، قال الرسول: «أتدرون من هؤلاء، قلت لا والله، قال صلى الله عليه وسلم: هؤلاء جن نصيبين أو الموصل، جاؤوا إلى الإسلام فأسلموا» ، وعرف أيضًا بمسجد البيعة لما يُروى أن الجن قد بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الموضع .
كما عُرف بـ”جامع الحرس” لأنه يمثل آخر نقطة من الناحية الشمالية الشرقية للمسجد الحرام ، ويقع في حي الغزة الذي سمي بهذا الاسم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم غزّ رايته في هذا الموضع في العام الثامن للهجرة يوم فتح مكة .
ويرجع تاريخ إنشاء المسجد إلى أوائل القرن الثالث الهجري ، وفي عام 1112 هــ قام بعمارته إبراهيم بك أحد كبار أمراء المماليك في مصر ، بعد أن ضمرته السيول ، وغرست مكانه بعض الأشجار والبساتين ، وقام المهندسون والعلماء بالحفر في الموقع حتى ظهر لهم محراب المسجد الذي أسلم الجن فيه تحت الأرض ، فبادروا بقطع الأشجار وتنظيف البقعة تماماً، ثم بني فيه مسجدا صغيرا .
وتم تجديد بناء المسجد أكثر من مرة ، وكان آخرها تجديده في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ عام 1421هـ، تبلغ مساحته الكلية حوالى 500 متر مربع، وتكسوه حجار الرخام الجرانيت الملون، به منارة بارتفاع 23 مترا.
ويتميز المسجد ببنائه على الطراز المعماري الحديث ، وتبلغ مساحة نحو 500م2 ويتسع لنحو 350 مصلياً، ويتكون من مصلى للرجال وآخر للنساء ، بالإضافة إلى دورات المياه للنساء تقع غرب المسجد كما يحتوي المسجد على غرفة للإمام والمؤذن بالإضافة إلى غرفة للحارس.
أما منارته فتقع في الشمال الشرقي وتعلو عن سطح الأرض بنحو 28م وللمسجد مدخلان احدهما بالواجهة الشمالية ويؤدي إلى بيت الصلاة والاخر بالواجهة الغربية يؤدي إلى دورات المياه النسائية وسكن الحارس.
فيما يقع المحراب بالواجهة الجنوبية لبيت الصلاة وسط حائط القبلة ، وهو مجوف وله سقف مسطح وتمت تكسيته بالجرانيت كما يحيط به اطار من الجرانيت ، فيما يقع المنبر بجانب المحراب وهو مجوف الشكل ويبرز على حائط القبلة بقرابة المتر وللمنبر مدخلان أحدهما بحائط القبلة والآخر بالواجهة الشرقية للمسجد.
ويحتوي المسجد على نحو 42 نافذة زجاجية مستطيلة الشكل موزعة على فراغات المسجد المختلفة حيث يحتوي مصلى الرجال على 21 نافذة موزعة على الحائط الشرقي والغربي كما يحتوي مصلى النساء على 9 نوافذ زجاجية كما تحتوي المئذنة على 12 نافذة زجاجية.
وابوابه فموزعة على فراغات المسجد المختلفة، وتتنوع بين أبواب حديدية وأخرى خشبية وأبواب بضرفة وأحدة ، وأخرى بضرفلتين .
النوافذ والفتحات:
أما السقف فمن الخرسانة وينقسم إلى قسمين، القسم الأول يعلو سقف مصلى الرجال ويتكون من بلاطة خرسانية يتوسطها قبة نصف كروية يبلغ قطرها 7.55م وارتفاعها نحو 2.5م وزينت من الداخل بآيات قرآنية أما الجزء الثاني فيقع أعلى مصلى النساء ويتكون من بلاطة مستقيمة من الخرسانة تنخفض عن سقف بيت الصلاة.

للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى