actualite

مرشح التحالف الحاكم، بداية الانشقاق، أين التيار الإسلامي؟!

د. محمد سعيد باه

بعد ترقب مشوب بالتوجس وحبس أنفاس علي مستوي التحالف السياسي الحاكم في السنغال، وقع اختيار رئيس الجمهورية السيد/ مكّي سال علي وزيره الأول السيد/ آمَدُ باه ليكون المرشح الأوحد لخوض معركة الرئاسية المقبلة باسم التحالف الحاكم؛
ومن المقطوع به أن هذه الاستحقاقات، التي ستجري في (٢٤) من شهر فبراير القادم، ستشهد عراكا محتدما بين المكونات السياسية التي ستخوضها، لكنها من حيث المآلات، لن تخرج عن السياق المعتاد بحيث سيتم اختيار رئيس جديد في سلاسة ويسري ثم يغدو الناس إلي أعمالهم، لتتشكل المعارضة في اليوم الثالث ثم تتفكك وتلي ذلك حملة شعواء وعشوائية علي الرئيس الجديد استعدادا للرئاسية التي ستلي؛
وقبل ذلك قد يعيش التحالف الحاكم حالة من التوتر العالي بسبب التنافس، إلي حد التطاحن العنيف بين الشخصيات التي كان كل واحد منها يتطلع إلي أن بكون الخليفة المحتمل للرئيس الحالي وذلك منذ أن أعلن الأخير رسميا عدم ترشحه لمأمورية رئاسية جديدة وحسم بذلك الجدل الحاد الذي كان يدور حول شرعية ترشحه لفترة رئاسية أخري.
قلب هذا التطور في حينه، الأوضاع وخلط الأوراق وخاصة لدي لدي يسار المعارضة بسحب البساط منه، الذي كان يستخدم هذه الورقة للسيطرة علي المشهد السياسي في السنغال، وكان قد حقق مكاسب سياسية كثيرة قبل أن يتم إسكاته بسحب البساط من تحت أقدامه بسجن زعيمه وحل الحزب الذي كان يقود معركة الشارع السياسي.
أما العامل الجوهري، الذي يجب إيلاؤه العناية، فيتمثل بالدرجة الأولى في أن الناخب السنغالي مدعو، لأول مرة في تاريخ الانتخابات السياسية السنغالية، إلي اختيار رئيس جديد وليس إلي طرد الرئيس المنتهية ولايته، كما حدث مع كل من الرئيسين عبد جوف وعبد الله ودّ.
علي العموم انفتحت المعركة داخل التحالف بالخطوة الحاسمة التي اتخذها السيد/ علي انغُي انجاي وزير الزراعة الذي سارع إلي الاستقالة ليتسني التقدم بترشحه وذلك تنفيذا ما كان قد هدد به، ألا وهو أنه لن يسير وراء أي مرشح آخر في حال لم يقع عليه الاختيار، ويتوقع أن يتخذ غيره خطوة مشابهة.
ثم يبقي أن نعرف النهج الذي سيتبعه جناح المعارضة المتمثل في حزب PASTEF وحلفائه، الذي تم حله ورغم ذلك فلا تزال قيادته الحالية تجادل بأن زعيمه المسجون سيترشح، لكن معلومات الكواليس تقول شيئا آخر وأن طبخة أخري لخيار بديل يجري الإعداد لها في الخفاء.
قصاري القول، يمكن وصف الانتخابات الرئاسية المقبلة بأنها مفتوحة علي كل الاحتمالات مع أن الترجيح بأن التيار الاسلامي سيفوّت فرصة تاريخية مرة أخري للتمركز في قلب المعادلة وأن تشكل قياداته رقما وازنا ضمن القيادات السياسية التي ستتسلم زمام الأمور في البلاد خلال فترة ربع قرن القادم بعد إسدال الستار على المشهد السياسي بغياب الجيل القيادي الذي ظل يمسك بدفة الأمور منذ الاستقلال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى