actualite

ما هذا الهراء يا ماكرون ؟؟؟

د. عبد اللطيف طلحة

لا أظن أن حاكماً مسلماً خاض في خطاب الحقد والكراهية مثلما يفعل الآن رئيس جمهورية فرنسا إيمانويل ماكرون ، ولا أظن أن خطاب ماكرون يبعث على الاستقرار عندما قال بالأمس ((لن نتخلى عن الرسومات والكاريكاتيرات)) ، إن هذه التصريحات ستخلق أوضاعاً صعبة في العالم بأسره ،لماذا هذه الحملة الممنهجة ضد الإسلام ونبيه الكريم ؟، أنا لا أتعجب وأجداده قد خضبوا أيديهم بدماء المستضعفين من المسلمين ، من قديم الزمان ولا يزالون على عهدهم إلى وقتنا هذا ، لا أتعجب وأرشيفهم ملئ بالهمجية والبربرية والحقد والنهب والاستغلال ، وإلا مثلاً كيف نفسر واحدة من المجازر التي حدثت في إفريقيا مع الشعب التشادي المسلم المسالم ، مجزرة (كبكب ) والتي راح ضحيتها مئات العلماء المسلمين الذين حملوا القلم في مواجهة السلاح ، حملوا الحُجة والبينة في مواجهة هدير المدافع ، إليكم أحد من مئات فظاعات الفرنسين في مواجهة المسلمين العزل مجزرة كبكب والتي ما زلت قبور شهدائها تطل على العاصمة إنجمينا :
وصل الفتح الإسلامي إلى منطقة التشاد عندما وصلها القائد الإسلامي عقبة بن نافع مع جيشه إلى مدينة “كوار”، ثم أخذ الإسلام في الانتشار شيئًا فشيئًا في الأراضي التشادية كافة، حتى دخل ملوك “مملكة كانم” في تشاد الإسلام في القرن الـ11 ميلاديًا، وصار الإسلام دين الدولة الكانمية الرسمي، فأخذ الحكام ينشرونه في أرجاء البلاد بدعوة الناس إليه.
يوم الـخامس عشر من نوفمبر 1917م، جمعت القوات الفرنسية خيرة علماء الدين الإسلامي في المنطقة، كان اللقاء هدفه ظاهريًا للحديث عن إدارة البلاد تحت الحكم الفرنسي وكيفية تصريف شؤونها، إلا أن المستعمر الفرنسي كانت يبطن الشر.
جمع المستعمر في ذلك اليوم، ما يقارب 400 عالم دين وزعيم محلي في مدينة “أبشة” بإقليم “واداي” سنة 1917، وتم القضاء عليهم عبر ذبحهم بدم بارد مرة واحدة، ودفن هؤلاء العلماء في مقبرة جماعية بمنطقة “أم كامل” وهو وادي داخل أبشة والمقبرة موجودة حتى الآن ، بقيت هذه المجزرة البشعة، راسخة في ذاكرة الشعب الإفريقي عامة والتشادي خاصة تحت اسم “مجزرة كبكب”، وترمز إلى الاستعمار التعسفي في التشاد والدول المحيطة بها، فقد أجهز المحتل الفرنسي على جميع الحاضرين ولم يُبقِ منهم أحد.

سيد ماكرون
لم تترك فرنسا في إفريقيا، مجالًا إلا وانتهكته، انقسامًا إلا وأحيته، ثروةً إلا ونهبتها، فاستعمارها لدول القارة السمراء لم يكن الهدف منه فقط سرقة خيرات القارة وإنما محاربة الدين الإسلامي أيضًا ونشر الفتنة هناك، حتى تهيئ لها الأجواء لبسط نفوذها والتحكم التام في القارة.
سيد ماكرون
لن تجد في تاريخ المسلمين قديما وحديثا من يهين نبيا او رسولا او يعتدي على المقدسات ، اما ان يبيح سيادتكم رسم رسولنا صل الله عليه وسلم وتؤيد ذلك بدعوى الحرية الشخصية والحمل على الابداع فماذا تسمي جرائمكم في حق المسلمين من تقتيل ونهب ثروات ؟
سيد ماكرون
ألم تتجردوا من أبسط معاني الإنسانية، عندما جعلتم العلاج وسيلة ابتزازٍ لتحويل وإخراج للمسلمين من دينهم، فقد كان لا يُسمح للمواطن الإفريقي في تشاد والسنغال وغينيا وبوركينا فاسو بالعلاج في المستشفيات التي يشرف عليها المُنصِرون إلا الذين يعتنقون الديانة المسيحية والمسيحية فقط ؟، عن أي دين تتحدثون ؟.
سيد ماكرون
في الجزائر حديث له شجون ذلكم الشعب المسلم ،صبيحة 13 من فبراير 1960م، استيقظ سكان منطقة رقان الواقعة بالجنوب الغربي الجزائري نحو الساعة السابعة وأربع دقائق على وقع انفجار ضخم ومريع ، لقد قرّرت فرنسا أن تجعل من سكان الجزائر حقلاً للتجارب النووية، حيث فجّرت القنبلة الأولى هناك تحت اسم “اليربوع الأزرق”، تيمنًا بأول لون من العلم الفرنسي، في هذه المنطقة بالذات مات الآلاف نتيجة التلوث الإشعاعي وما زالت هذه المنطقة تعيش وباءً إلى الأن .
سيد ماكرون
لا نملك نحن الشعوب المسلمة أفضل من نبينا صل الله عليه وسلم لندافع عنه، حتى لو فقدنا أعز ما نملك ،وما ينطبق على رسولنا الأعظم ينطبق على كافة الأنبياء عليهم السلام ، وأذكركم بقول الله تعالى (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) .
أحسنوا خطابكم وتأدبوا مع ربكم وأنبيائكم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى